مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 374 - الجزء 2

  أي هذه المقبلة شاء فكأنه قال: إنها لإبل، لا بل أهي شاء؟ وجواب هذا: نعم أو لا، ومثالها في الاستفهام: «أعندك زيد» ثم تضرب عن ذلك السؤال فتقول: أم عمرو؟ فكأنك قلت: بل أعندك عمرو؟ والجواب كما ذكرنا.

  (وإما⁣(⁣١) قبل المعطوف عليه لازمة⁣(⁣٢) مع إما) نحو: «جاءني إما زيد وإما عمرو»، و (جائزة مع أو⁣(⁣٣)) نحو: «جاءني إما زيد أو عمرو»، فإما الأولى لازمة في المثال الأول؛ لقصد الفرق بين إما وأو العاطفتين من أول وهلة، والدليل على أنها من حروف العطف وإن كان الواو معها وقوعها موقع أو⁣(⁣٤) في التخيير وأو من حروف العطف اتفاقاً.

  (ولا، وبل، ولكن) [العاطفات تأتي] (لأحدهما) أي: لأحد الأمرين وهما المعطوف والمعطوف عليه (معيناً) لا مشكوكاً فيه. فـ «لا» تأتي قبل المعطوف


(١) إشارة إلى الفرق بين أو وإما والفرق بينهما ليس إلا بأمر لفظي وهو أنه واجب أن يتقدم في صورة إما على المعطوف عليه «إما» أخرى وليس بواجب في أو. (سعيدي).

(٢) أي: غير مستعملة إلا معها، يعني إذا عطف شيء على شيء آخر بإما يلزم أن يصدر المعطوف عليه أولاً بإما ثم يعطف عليه المعطوف بإما نحو: «جاءني إما زيد وإما عمرو» ليعلم من أول الأمر أن الكلام مبني على الشك. (جامي).

(٣) يعني إذا عطف شيء على شيء آخر بـ «أو» يجوز أن يصدر المعطوف عليه بإما نحو: «جاءني إما زيد أو عمرو» ولكن لا يجب نحو: «جاءني زيد أو عمرو»، وذهب بعض النحاة إلى أن إما ليست من الحروف العاطفة وإلا لم تقع قبل المعطوف عليه، وأيضاً يدخل عليها الواو العاطفة، فلو كانت هي أيضاً للعطف للزم إيراد عاطفين معاً ويكون أحدهما لغواً، والجواب عن الأول أن أما السابقة على المعطوف عليه ليست للعطف بل للتنبيه على الشك من أول الكلام كما عرفت، وعن الثاني أن الواو الداخلة على إما الثانية لعطفها على إما الأولى وإما الثانية لعطف ما بعدها على ما بعد إما الأولى فلكل منهما فائدة أخرى فلا لغو. ذكره «الجامي».

(*) والحق أنَّ الواو هي العاطفة و «إما» مفيدة لأحد الشيئين غير عاطفة. تمت رضي.

(٤) في قولك: «جاء إما زيد وإما عمرو» بإيقاع إما موقع أو. إذ التخيير ثابت بالاتفاق بين إيقاع إما أو أو. بين زيد وعمرو. (خبيصي). وأما إما الأولى فليست عاطفة بالاتفاق.