[حروف التنبيه]

  (حروف التنبيه⁣^(⁣١)) إنما سميت بذلك؛ لأنها وضعت لتنبيه المخاطب على الكلام المقصود بعدها فيؤتى بها؛ لأنه ربما يكون غافلا؛ فإذا سمعها تنبه لما بعدها؛ إذ هو المقصود وإن وقعت غفلة فعنها وهي ثلاثة: (ألا) كقوله تعالى: (ألا إنهم هم المفسدون) {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢}⁣[يونس]، قال عمرو بن كلثوم:

  ٤٣١ - ألا هُبّي بصحنك فاصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا⁣^(⁣٢)

  (وأما) كقول الشاعر:

(١) قال (نجم الدين): ولجميع حروف التنبيه صدر الكلام لما ذكرنا في أول باب إن إلا (ها) الداخلة على اسم الإشارة غير مفصولة فإنها تكون إما في الأول أو الوسط بحسب ما تقع اسم الإشارة.

(٢) البيت من الوافر وهو مطلع معلقة عمرو بن كلثوم، ويروى عجزه: (ولا تعبي بعذل العاذلين) وهذا خلاف المشهور.

اللغة: (هبي) هب من نومه إذا استيقظ (الصحن): وعاء الخمر. (أصبحينا): أي: ائتينا وقت الصبح، (لا تعبي): أي: لا تبالي بعذل العاذلين، (العذل): الملامة وقد عذله من باب نصر والاسم العذل بفتحتين.

الإعراب: (ألا) أداة استفتاح وتنبيه (هبي) فعل أمر مبني على حذف النون وياء المخاطبة فاعل (بصحنك) جار ومجرور متعلق بالفعل هبي (فأصبحينا) الفاء عاطفة وأصبحي فعل أمر مبني على حذف النون وياء المخاطبة فاعل و «نا» المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب (ولا) الواو عاطفة ولا ناهية (تبقي) فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون وياء المخاطبة فاعل و (خمور) مفعول به (الأندرينا) مضاف إليه والألف للإطلاق وعلى الرواية الأخرى (تعبي) فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون وياء المخاطبة فاعل (بعذل) جار ومجرور متعلق بتعبي وعذل مضاف و (العاذلينا) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد والألف للإطلاق.

الشاهد فيه: قوله: (ألا) حيث أتى بحرف التنبيه لينبه المخاطب على ما بعدها.