[حروف النداء وحروف الإيجاب]
  (مقررة لما سبقها) من كلام موجب أو(١) منفي أو(٢) استفهام أو خبر فيصح أن تجيب بنعم عمن قال: «قام زيد أو أقام زيد، أو هل قام زيد، أو ما قام زيد».
  (وبلى مختصة بإيجاب النفي) استفهاماً كان أو خبراً كقولك للقائل: «ألم يقم زيد، أَوَ لَم يقم زيد» «بلى» أي: بلى قام زيد، قال الله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}[الأعراف: ١٧٢]، قالوا: بلى أي: أنت ربنا، فلو قالوا: نعم؛ لكان كفرا؛ لأنها مقررة لما سبقها كما مر.
  (وإي) بكسر الهمزة (إثبات بعد الاستفهام ويلزمها القسم(٣)) بعدها كقولك للقائل: «أقام زيد؟ إي والله» (وأجل وجير وإنَّ) مكسورة الهمزة مشددة النون (تصديق للمخبر(٤)) نحو: «قد أتاك زيد» فتقول: أجل أو جير، أو إنَّ، قال الشاعر:
  ٤٣٤ - وقلن على الفردوس أول مشرب ... أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره(٥)
(١) وقيل: يجوز استعمال نعم هاهنا بجعلها تصديقاً للإثبات المستفاد من إنكار النفي، وقد اشتهر هذا في العرف فلو قال أحد: «يا زيد أليس لي عليك ألف درهم؟» وقال زيد: نعم، يكون إقراراً ويقوم مقام بلى التي هي لتقرير الإثبات بعد النفي. (جامي).
(٢) الأولى حذف أو، وعبارة «الخبيصي» استفهاماً كان أو خبراً وهي أولى كما لا يخفى.
(٣) ولا يكون المقسم به إلا الله أو الرب أو لعمري. (رضي).
(٤) وفي بعض النسخ تصديق للخبر، وجاز إن لتصديق الدعاء أيضاً نحو: قول ابن الزبير لمن قال «لعن الله ناقة حملتني إليك إن وراكبها» أي: لعن الله الناقة وراكبها، وجاء بعد الاستفهام أيضاً في قول الشاعر:
ليت شعري هل للمحب شفاء ... من جوى حبهن إن اللقاء
أي: نعم اللقاء شفاء للمحب فمجيئها في هذين الموضعين خلاف ما ذكره المصنف من كونها تصديقاً للمخبر. (جامي).
(٥) البيت من الطويل وهو لمضرس بن ربعي.
اللغة: (الفردوس) هو روضة أي: بستان باليمامة و (الدعاثر) جمع دعثور الحوض المثلم و (جير) =