مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[حرفا التفسير]

صفحة 386 - الجزء 2

[حرفا التفسير]

  (حرفا التفسير: أي⁣(⁣١) وأنْ) فأي مفتوحة الهمزة اتفاقاً كما تقول في تفسير قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ}⁣[الأعراف: ١٥٥]، أي: من قومه، وقال الشاعر:

  ٤٤٣ - وترمينني بالطرف أي: أنت مذنب ... وتقلينني لكن إياك لا أقلي(⁣٢)

  يعني أنها أشارت إليه بطرفها ففسر الإشارة بقوله أي: أنت مذنب (فأن⁣(⁣٣) مختصة بما في معنى القول) يعني أنها تختص بتفسير الكلام الذي في معنى القول لا القول نفسه فلا يفسر بها مثال ذلك قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ ١٠٤}⁣[الصافات]، ونحو: «كتبت إليه أن ارجع» و «أمرته أنْ قم»، وعند بعضهم أنه يجوز


(١) في تفسير كل مبهم من المفرد نحو: «جاءني زيد» أي: أبو عبدالله، والجملة كما تقول: «قطع رزقة» أي: مات. (جامي).

وتعرب المفسر بإعراب المفسر إن كان له إعراب؛ لأنه بيان له، وقيل معطوف عليه، واعترض بأن المفسر عين المفسر والعطف يقتضي المغايرة. (مغني اللبيب).

(٢) ورد بلا نسبة.

اللغة: (ترمينني بالطرف) أي: تنظر إلي نظر مغضب ولا يكون ذلك إلا عن ذنب و (القِلَى) البغض ومنه قوله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى).

الإعراب: (وترمينني) الواو حسب ما قبلها وترمين فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والياء فاعل والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول به (بالطرف) جار ومجرور متعلق بترمي (أي) تفسيرية (أنت) ضمير منفصل مبتد أ (مذنب) خبر المبتدأ (وتقلينني) الواو عاطفة وتقلينني معطوف على ترمينني وإعرابه كإعراب ترمينني (لكن) حرف استدراك ونصب واسمها ضمير الشأن أي: لكن الأمر والشأن لا أقليك (إياك) مفعول مقدم (لأقلي) لا نافية وأقلي فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر لكن والجملة التفسيرية (أنت مذنب) لا محل لها من الإعراب مفسرة.

الشاهد فيه: قوله: (أي أنت مذنب) حيث جاءت (أي) حرف تفسير للجملة كما تفسر المفرد.

(٣) في الأصل: وأنْ، وفاقاً لما في الجامي والخالدي، وما أثبت فهو من (ب، ج).