مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[حروف المصدر]

صفحة 387 - الجزء 2

  تفسير القول⁣(⁣١) الصريح بها كقوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}⁣[المائدة: ١١٧]، وعند بعضهم⁣(⁣٢) أنها مصدرية.

[حروف المصدر]

  (حروف المصدر: ما وأَنْ) المفتوحة المخففة (وأنَّ) مفتوحة مشددة (فالأولان للفعلية) أي: يدخلان على الجملة الفعلية فيجعلانها في تأويل المصدر⁣(⁣٣) نحو: «أعجبني ما صنعت» أي: صنعك وقوله تعالى: {وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}⁣[التوبة: ٢٥]، أي: برحبها، وما حرف عند سيبويه⁣(⁣٤) موصولة عند الأخفش والمبرد، وأما «أن» فلا تدخل إلا على الفعل المتصرف وهو إما ماض كقوله تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا}⁣[النمل: ٥٦]، أي: إلا القول وقوله تعالى: {لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا}⁣[القصص: ٨٢]، وعلى المضارع نحو: «يعجبني أن تذهب» أي: ذهابك، وكي عند بعضهم⁣(⁣٥) نحو: «جئتك لكي تكرمني» أي: لأكرمك، ولو كقوله تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ⁣(⁣٦) يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}⁣[البقرة: ٩٦]، أي: يود أحدهم التعمير.

  (وأنَّ للاسمية) أي: تدخل على الجملة الاسمية فتصيرها في تأويل المفرد،


(١) أي: مقول القول كما في النجم.

(٢) الزمخشري.

(٣) في (ب، ج): بزيادة: فلذلك سميت حروف المصدر.

(٤) واختصاص ما المصدرية بالفعلية إنما هو عند سيبويه، وجوز غيره بعدها الاسمية. قال الشارح الرضي: وهو الحق وإن كان قليلاً كما وقع في نهج البلاغة (بقوافي الدنا ما الدنيا باقية). (جامي).

(٥) إذا دخلتها لام التعليل وهي بمعنى «أن» وتختص بالمضارع. (نجم الدين).

(٦) ومن شرط لو المصدرية أن تجيء بعد فعل يفهم منه معنى التمني نحو: (ودو لو تدهن فيدهنون) وقد يستغنى بلو عن فعل التمني فينصب الفعل بعدها مقروناً بالفاء نحو: «لو كان لي مال فأحج» قال تعالى: (لو أن لي كرة فأكون من المحسنين). (نجم الدين).