مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[حروف التحضيض]

صفحة 388 - الجزء 2

  سواء كان خبرها مشتقا نحو: «أعجبني أن زيداً قائم» أي: قيامه، أو ما في معناه نحو: «أعجبني أن بكراً أخوك» أي: أخوته فإن كان الخبر لا مشتقاً ولا في حكمه قدرت الكون نحو: «أعجبني أن هذا حجر» أي: كونه حجراً، وقس على هذا.

[حروف التحضيض]

  (حروف التحضيض) أربعة: (هلّا وألَّا ولولا⁣(⁣١) ولوما) تدخل على الفعل المضارع؛ لطلبه والحض على فعله نحو: قوله تعالى: {لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ٢٨}⁣[القلم]، {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ}⁣[الحجر: ٧]، وعلى الماضي للَّوم⁣(⁣٢) والتوبيخ على تركه والتنديم فكأنها لطلبه⁣(⁣٣) والحض عليه؛ فلذلك سميت حروف التحضيض (لها صدر الكلام) لكونها تدل على نوع من أنواعه فصدرت ليعلم ذلك من أول وهلة (ويلزمها⁣(⁣٤) الفعل لفظاً) نحو: قوله تعالى: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ}⁣[الحجر: ٧]، (أو تقديراً) نحو: «هلا خيراً من هذا» أي: هلا فعلت خيراً من هذا، ومنه قول الشاعر:


(١) وألا عند الخليل مخففة. من (نجم الدين) نحو قول الشاعر:

ألا تتقين الله في جَنْب عاشق ... له كَبِد حَرّا عليك تقطع

(٢) نحو: «هلا ضربت زيداً».

(٣) فهي في المضارع بمعنى الأمر، ولا يكون التحضيض في الماضي الذي قد فات إلا أنها تستعمل كثيراً في لوم المخاطب على أنه ترك في الماضي شيئاً يمكن تداركه في المستقبل فكأنها من حيث المعنى للتحضيض على فعل مثل ما فات. (جامي).

(٤) في (ب، وج): «تلزم» بدل «يلزمها»، قال في حاشية على ذلك: عبارة «الجامي»: «ويلزمها الفعل». وهي أولى؛ لتأدية عبارة ابن الحاجب إلى أن لا يوجد فعل إلا مقروناً بحرف تحضيض وهو معلوم أنه يوجد بدونه فكلام «الجامي» هو اللائق كما لا يخفى.

(*) هكذا في الأصل «ويلزمها» وفاقاً للجامي والخبيصي، ومتن مكتبة دار البشرى ونخ متن الكبسي مخطوط، وهو الأولى كما بُيِّنَ في الحاشية آنفاً.