مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[حرفا الاستفهام]

صفحة 391 - الجزء 2

  يصدق» وتكون في القرآن للتحقيق نحو: قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ}⁣[الأحزاب: ١٨]، ونحوه.

[حرفا الاستفهام]

  (حرفا الاستفهام) ومعنى الاستفهام طلب الفهم وهما (الهمزة وهل لهما صدر الكلام) لكونهما لنوع من أنواعه والمقصود فهمه من أول الأمر، ويدخلان على الجملة الاسمية والفعلية (تقول: أزيد قائم) هذا مثال الاسمية (وأقام زيد) هذا مثال الفعلية (وكذلك هل) تقول: «هل زيد قائم، وهل قام زيد» ودخولهما على الفعلية أكثر؛ لأن الاستفهام بالفعل أولى من حيث إنَّ تقدير الاسم بعد الهمزة قبل الفعل فاعلا⁣(⁣١) أو مفعولاً⁣(⁣٢) حسب ما يقتضيه فعله أولى⁣(⁣٣) من تقديره مبتدأ، فالهمزة تدخل على كل جملة اسمية سواء كان خبرها اسماً أو فعلاً فتقول: «أزيد قام»، ولا تقول: «هل⁣(⁣٤) زيد قام» إلا على شذوذ، وقبح لكون⁣(⁣٥) هل بمعنى قد قال الله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ


(١) نحو: «أزيد قام».

(٢) نحو: «أزيداً ضربت».

(٣) لا يخفى ما في عبارة السيد من الدور؛ لأن قوله من حيث ... الخ هو في الحقيقة مترتب على قوله لأن الاستفهام بالفعل أولى، وقد جعله السيد | علة كما ذلك ظاهر. وعبارة الخبيصي: ومن ثم كان تقدير الاسم. والعلة في كون الاستفهام بالفعل أولى ما ذكره في حاشية الأربعة وهو أن الاسم ثابت لا يستفهم عنه إلا نادراً.

(٤) فإن قلت: فكما لا يجوز «قد زيد قام» كذلك لا يجوز «قد زيد قائم» فلم جاز «هل زيد قائم»؟ قلت: جاز حملاً لها على أختها وهي «أزيد قائم».

(٥) في الأصل، وقد جاءت على الأصل كقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} فلما كان أصلها قد وهي من لوازم الفعل ثم تطفلت على الهمزة فإن رأت فعلاً في حيزها تذكرت عهوداً بالحِمَى وحنت إلى الإلف المألوف وعانقته، وإن لم تره تسلت عنه. ولا تقنع بالفعل مفسر المقدر فلا يجوز اختياراً «هل زيداً ضربته».