[حروف الشرط]
  (ولو(١)) عكسها تكون (للمضي(٢)) وإن دخلت على المضارع قلبته ماضياً تقول: «لو أكرمتني أكرمتك، ولو تكرمني أكرمك» قال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ}[النحل: ٦١]، و {لَوْ يُطِيعُكُمْ}، وقال الشاعر:
  ٤٤٧ - لو يسمعون كما سمعت كلامها ... خرّوا لعزة رُكَّعاً وسجوداً(٣)
(١) واعلم أن النحاة قالوا: إن (لو) لامتناع الثاني لامتناع الأول، وقال المصنف بل هي لامتناع الأول لامتناع الثاني؛ لأن الأول سبب والثاني مسبب والمسبب قد يكون أعم من السبب كالإشراق الحاصل من النار والشمس، وانتفاء المسبب يدل على انتفاء كل سبب.
قال (نجم الدين): وفيما قالوا نظر؛ لأن الشرط عندهم ملزوم والجزاء لازم سواء كان الشرط سبباً نحو: لو كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، أو شرطاً كقولك: لو كان مال لحججت أو لا شرطاً ولا سبباً نحو: «لو كان زيد أبي لكنت ابنه» قال: والصحيح أن (لو) موضوعة لامتناع الأول لامتناع الثاني أي: أن امتناع الثاني يدل على امتناع الأول؛ لأن (لو) موضوعة؛ ليكون جزاؤها معدوم المضمون فيمتنع مضمون الشرط الذي هو ملزوم؛ لأجل امتناع لازمه أي: للجزاء فوافق المصنف في الدعوى وخالف في التعليل قال ال (سيد شريف): قول النحاة هو الحق؛ لأنهم تكلموا على ما في (اللغة)، وأهل اللغة يسلكون في (لو) طريقة التعليل لا طريقة الاستدلال، وامتناع الأول علة في امتناع الثاني؛ فعلة انتفاء وجود النهار انتفاء طلوع الشمس في قولك: «لو كانت الشمس طالعة لكان النهار موجوداً»، وإن كان انتفاء الأول يدل على انتفاء الثاني، والمصنف و (نجم الدين) نظرا إلى ما عليه أهل المعقول كالمناطقة وهم يسلكون بلو مسلك الاستدلال فيكون انتفاء الثاني؛ لأنه أعم دليلاً على انتفاء الأخص الذي هو الأول. (خالدي بلفظه).
(٢) وقد تستعمل لو في المستقبل نحو: قوله تعالى: (ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم)، وكقوله «اطلبوا العلم ولو بالصين». (خالدي).
(٣) البيت من الكامل وهو لكثير عزة يتحدث عن تأثير عزة عليه ومنشئه وقبل هذا البيت:
رهبان مدين والذين عهدتهم ... يبكون من حذر العذاب قعودا
اللغة: (قعودا) جمع قاعد مأخوذ من قعد للأمر أي: اهتم له واجتهد فيه (خروا) يقال خر لله ساجداً يخر بالكسر خروراً أي: سقط (ركعاً): جمع راكع و (سجوداً) جمع ساجد.
الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (يسمعون) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة =