مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 395 - الجزء 2

  وهي لامتناع الشرط لامتناع المشروط كقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}⁣[الأنبياء: ٢٢]، فالمراد انتفاء الآلهة لانتفاء الفساد. وقد تجيء للإثبات نحو: «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» فالقصد المدح والمعنى أنه إذا انتفى عن صهيب العصيان عند عدم الخوف فأولى وأحرى مع وجوده، ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}⁣[لقمان: ٢٧]، - أي: لبقيت - فمعناه لو ثبت كون ما في الأرض من شجر أقلام وكون ماء البحر مداداً لما نفدت كلمات الله فأولى وأحرى لو لم يكن شجر الأرض أقلاماً وماء البحر مداداً أنها لا تنفد فنفي النفاد حاصل على كل حال.

  (ويلزمان الفعل لفظاً) نحو: «إن ضربت ضربت» (أو تقديراً) كقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ}⁣[التوبة: ٦]، و {لَوْ⁣(⁣١) أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ}⁣[الإسراء: ١٠٠]، (ومن⁣(⁣٢) ثم قيل: لو أنك) انطلقت انطلقت (بالفتح)


= فاعل والجملة شرط «لو» لا محل لها من الإعراب (كما) الكاف جارة وما مصدرية (سمعت) سمع فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل وما وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالكاف والجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت لمصدر محذوف: أي سماعاً مثل سماعي (كلامها) تنازعه الفعلان قبله وكل منهما يطلبه مفعولاً وكلام مضاف وهاء الغائبة مضاف إليه (خروا) فعل ماض وواو الجماعة فاعل والجملة جواب لو لا محل لها من الإعراب (لعزة) جار ومجرور متعلق بالفعل خروا (ركعاً) حال من الواو في خروا (وسجوداً) الواو عاطفة وسجوداً معطوف على قوله: ركعا.

الشاهد فيه: (لو يسمعون) حيث جاء الفعل المضارع بعد لو مصروفا معناه إلى المضي في قوة قولك: «لو سمعوا» لأن الغالب دخول لو التي للتعليق على الفعل الماضي الذي هو مبني.

(١) فحذف الفعل الأول وأنتم فاعله؛ لأنه لما حذف الفعل صار فاعله ضميراً منفصلاً لعدم ما يتصل به. (رصاص).

(٢) أي: ومن أجل لزوم الفعل بعدها قيل ... الخ. (جامي).