مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 396 - الجزء 2

  لهمزة أنَّ (لأنه) أي: أنَّ وما دخلت عليه (فاعل) تقديره لو ثبت أو حصل انطلاقك كما سبق أن أن المفتوحة تسبك الفعل مصدراً (وانطلقت بالفعل موضع منطلق ليكون) الفعل (كالعوض⁣(⁣١)) يعني: أن تجعل الفعل وهو انطلقت خبراً لأن المفتوحة موضع اسم الفاعل وهو منطلق؛ لأن أصل الخبر الإفراد لكن جعل خبرها فعلاً وهو جملة ليكون عوضاً عن الفعل المحذوف العامل للرفع بالفاعلية في أن وجملتها كما قدمنا والفعل المحذوف: «ثبت» أو «حصل».

  (فإن كان) خبر «أنَّ» [المفتوحة] اسماً (جامداً⁣(⁣٢)) غير مشتق من فعل كالمثال الأول (جاز) أن يكون اسماً (لتعذره) أي: لتعذر الفعل؛ إذ لا يصح أن يوضع الفعل إلا موضع المشتق مثال ذلك «لو أنه حجر لكان جماداً» معنى ذلك لو ثبت أنه حجر لكان جماداً، فخبر أنَّ اسم جامد وهو حجر كما ترى، فتعذر وضع فعل مكانه فأن وجملتها متأولة بالمصدر أي: لو ثبت كونه حجراً، ومنه قول:

  ٤٤٨ - ما أطيب العيش لو أن الفتى حَجَرٌ ... تَنْبو الحوادثُ عنه وهو مَلْمومُ(⁣٣)


(١) وإنما قال: كالعوض؛ لأن الفعل المقدر لا بد له من مفسر وأن لكونها دالة على معنى التحقيق والثبوت تدل على معنى ثبت المقدر هاهنا فهي عوض عنه من حيث المعنى، والفعل الواقع خبراً عوض عنه من حيث اللفظ فليس شيء منهما عوضاً حقيقياً عن الفعل المقدر بل كالعوض. (جامي).

(٢) كقوله تعالى: (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام) فإن «أقلام» ليس مشتقاً ليوضع فعله في موضعه. (جامي).

(٣) البيت من البسيط وهو لابن مقبل.

اللغة: (حجر) أي: كحجر (تنبو) ترتفع (ملموم): لم الله شعثه أي: أصلح وجمع ما تفرق من أموره.

الإعراب: (ما) نكرة تعجبية تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ (أطيب) فعل =