[مفعول ما لم يسم فاعله]
[مفعول(١) ما لم يُسَمَّ فاعله]
  هذا من جملة المرفوعات وقد أخرجه من حد(٢) الفاعل فأفرده بالذكر وحقيقته: (هو كل مفعول حذف فاعله وأقيم هو) أي: المفعول (مقامه) أي: مقام الفاعل في إسناد الفعل إليه ورفعه به، وذلك يفعل لأغراض(٣) إما لتعظيم الفاعل كـ «قُطع اللصُّ» ولا تذكر الإمام تعظيماً له، أو لتحقير الفاعل نحو: «قُتِل عليٌّ #» ولا تذكر ابن ملجم لعنه الله تعالى و «قُتِلَ عمر» ولا تذكر أبا لؤلؤة تحقيراً للفاعل، أو للخوف من الفاعل نحو: «قُتِل سعيدُ بن جبير» ولا تذكر الحجاج خوفاً منه أو للخوف عليه نحو: «سُرِق المتاعُ» ولا تذكر السارق خوفاً عليه أن يعرف أو جهلاً به أو للاختصار نحو قوله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ}(٤) [الرحمن: ٤١]، أو لتوافق القوافي كقول الشاعر:
  ٤٢ - وما المال والأهلون إلا وديعة ... ولا بد يوماً أن ترد الودائع(٥)
(١) أي: فاعل ذلك المفعول وإنما أضيف إلى المفعول لملابسة كونه فاعلاً لفعل متعلق به. (جامي).
(*) في (الرضي) أي: مفعول الفعل الذي لم يسم فاعله. (منه) وقولهم: فعل ما لم يسم فاعله أي: فعل المفعول الذي لم يسم فاعله أضيف الفعل إلى المفعول؛ لأنه صيغ له. (نجم الدين) وإنما لم يفصله عن الفاعل، ولم يقل: ومنه كما فصل المبتدأ حيث قال: ومنها المبتدأ لشرط اتصاله بالفاعل حتى سماه فاعلاً. (جامي). (هامش ب)، وفي نخ (د): ما لفظه: فيه نظر؛ لأنه دأب المصنف في هذا الكتاب عدم الفصل بين أقسام المرفوع والمنصوب ... إلخ.
(٢) بقوله: على جهة قيامه به ... إلخ.
(٣) أي: عشرة.
(٤) تقدير الفاعل: يعرف الناس المجرمين، وحذف الفاعل، وهو (الناس) لقصد الاختصاص.
(٥) البيت من بحر الطويل من قصيدة للبيد بن ربيعة العامري يرثي بها أخاه وقبله قوله:
وما المرء إلا كالشهاب وضوءه ... يعود رماداً بعد إذ هو صادعُ
لكل امرئ يا أم عمرٍو وديعةٌ ... وتعرف ما بين الرجال الطبائعُ
طبايع منها ناقصٌ وزيادةٌ ... وهل تستوي في الراحتين الأصابعُ
المعنى: جعل المال والأهلين كالوديعة، والوديعة لا بد من أن ترد في يوم من الأيام. =