مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبتدأ والخبر]

صفحة 161 - الجزء 1

  الخبر هنا - للفرق بين هذه وبين إنَّ المشددة المكسورة التي لا يتقدم شيء مما في حيزها عليها، أو لئلا تلتبس هذه⁣(⁣١) بإن المكسورة النافية أو لئلا تكون عرضة⁣(⁣٢) لدخول المكسورة عليها فحينئذ (وجب تقديمه⁣(⁣٣)) أي: تقديم الخبر في الأربع الصور للوجوه التي ذكرنا.

[تعدد الخبر]

  (وقد⁣(⁣٤) يتعدد الخبر) وجوباً، وجوازاً، فالجواز حيث المبتدأ غير متعدد لا لفظاً ولا معنىً (مثل: زيدٌ عالمٌ عاقلٌ) فاضلٌ، ونحو قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ١٤ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ١٥ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٦}⁣[البروج]، ويجوز الاقتصار على واحد من هذه الأخبار وتستعمل بالعطف، فتقول: «زيدٌ عالمٌ وعاقلٌ وفاضلٌ» ويتعدد الخبر وجوباً⁣(⁣٥) حيث المبتدأ متعدد لفظاً نحو قوله:

  ٤٥ - يداك يدٌ خيرها يُرْتَجَى ... وأخرى لأعدائها غائِظة(⁣٦)


(١) صوابه لئلا يلتبس بأن المفتوحة التي بمعنى لعل كالتي في قوله تعالى: (وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون)، أي: لعلها إذا جاءت. (خالدي)؛ لأنها لا تكون إلا في صدر الكلام فخالفوا بينهما.

- إما في الكتابة أو باعتبار الغفلة في اللفظ عن حركة الهمزة. (شريف).

(٢) فتكون معمولة، وهم يكرهون اجتماع حرفين بمعنى واحد فكرهوا ما يؤدي إليه. (سعيدي).

(٣) وكذا فيما كان تقديمه دالا على ما لا يفهم بالتأخير كالتعجب في: «لله درك» إذ لولا تقديمه لالتبس الإنشاء التعجبي بالأخبار والمراد الإنشاء. (خبيصي).

(٤) إنما جاز تعدد الخبر؛ لأن الخبر حكم والمتكلم قد يحكم بحكم واحد وقد يحكم بأحكام متعددة كما في الصفات فإنه قد يصف الشيء بصفات متعددة ... (سعيدي) ..

(٥) لفظاً ومعنى ..

(٦) البيت لطرفه بن العبد، وهو من بحر الطويل.

اللغة: (يداك) مثنى يد مضاف إلى كاف المخاطب. (يد خيرها يرتجى) الرجاء الأمل (وأخرى لأعدائها غائظة) أراد أنه شجاع يغيظ الأعداء بما ينزله بهم من البلاء.

المعنى: يصف رجلاً بأنه كريم جواد نافع لأصحابه وطالبي معروفه، وبأنه شجاع مغيظ لأعدائه =