مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

نبذه عن الكتاب

صفحة 22 - الجزء 1

  العجم، ولا غيرتها تحاريف المولدين، بل تربوا في حجور آبائهم الطاهرين، ليس لهم هَمٌّ إلا تعريفهم ما أنزل الله من الفرائض، وتبيين ما ضل عن الخلق من الغوامض، لم يكن بينهم وبين أبيهم أمير المؤمنين وأخي سيد المرسلين - مَنْ كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق، مَنْ احتذت على آثاره فصحاء الأمة، واقتبست من أنواره بلغاء الأئمة - إلا إمامٌ سابق، ومقتصد لاحق، وهم العرب الصميم، وأرباب زمزم والأباطح والحطيم، فلولا أن ما نقلته النقلة من أهل اللغة موافق لكلام الله وكلام رسوله وأهل بيته لما قبلناه منهم، ولما أخذناه عنهم، فهو معروض على هذه الأصول الحكيمة، والقواعد الراسخة القويمة، ومن له عناية في اقتفاء آثار أهل بيت نبيه، أمكنه أن يأخذ من كلامهم متون اللغة وإعرابها وتصريفها ومعانيها، وبيانها وبديعها وتأليفها، وحقائق التأويل، وطرائق التنزيل، فلم يأتمنهم الله على دينه إلا وهم أهل لحمله، وتلقينه و (الله أعلم حيث يجعل رسالته)».

نبذه عن الكتاب

  هذا الكتاب الذي بين أيدينا (مصباح الراغب ومفتاح حقائق المآرب شرح مقدمة ابن الحاجب) المعروف بـ (حاشية السيد) يعتبر أحد شروح (الكافية لابن الحاجب) وهو من أهم المؤلفات في علم النحو عند الزيدية، حيث يعد مرجعاً مهما في كتب النحو لا يستغني عنه العالم والمتعلم، ويشهد لذلك كثرة نسخه الخطية، حيث تعددت بكثرة حتى كادت لا تنحصر، كما ذكر في مجموع المتون ومطلع البدور، وذلك بسبب ما حظي به من الاهتمام، وناله من الشهرة في مجتمع الزيدية؛ لذلك أولاه علماء الزيدية اهتماماً كبيراً ابتداء من تاريخ المؤلف إلى يومنا هذا؛ فعكفوا على درسه وتدريسه ونشره، ووشحوه بحواش مفيدة وفي نسخ خطية عديدة، فأصبح موسوعة علمية نحوية، اشتملت على جميع موضوعات النحو وقواعده، وصار معتمداً يرجع إليه في توضيح