الدروس وتبحر في الفنون، وكان الأغلب عليه علم العربية، وصنف مختصراً في مذهبه، ومقدمة وجيزة في النحو، وأخرى مثلها في التصريف وشرح المقدمتين، وصنف في أصول الفقه، وكل تصانيفه في نهاية الحسن والإفادة، وخالف النحاة في مواضع، وأورد عليهم إشكالات وإلزامات تبعد الإجابة عنها، وكان من أحسن خلق الله ذهناً، ثم عاد إلى القاهرة وأقام بها.

ميلاده ووفاته:

  وكان مولده في آخر سنة سبعين وخمسمائة بأسنا.

  انتقل في آخر عمره إلى الإسكندرية للإقامة بها، فلم تطل مدته هناك، وتوفي بها ضاحي نهار الخميس السادس والعشرين من شوال سنة ست وأربعين وستمائة، ودفن خارج باب البحر بتربة الشيخ الصالح ابن أبي شامة. اهـ

  هذه الترجمة من وفيات الأعيان بتصرف واختصار.

منهاج التحقيق

  يأتي تحقيق هذا الكتاب استجابةً لرغبة كثير من طلاب العلم - كثر الله عددهم - لحاجتهم إلى هذا الكتاب، وإلى طباعته بصورة جيدة محققة ومنقحة، معتمدين في ذلك على أصح وأثبت النسخ المخطوطة إن شاء الله تعالى، ولكونه مقرراً للدارسين؛ فكانت الحاجة ملحة إلى نشر الكتاب بصورة علمية أمينة؛ لذلك قمنا بتحقيقه بكل همة وجد؛ خدمةً للعلم وأهله، وحرصاً على تقديم الكتاب بشكل صحيح، وخدمة وتسهيلاً للدارسين، وتم الشروع بحمد الله في العمل، واستمداد العون منه سبحانه على التمام والتوفيق بحسن الختام، مع الاعتراف بالتقصير وقلة البضاعة، وخطورة تحمل هذه المسؤولية، نسأل الله سبحانه القبول، وتحقيق الغرض المأمول.