[التحذير]
[التحذير]
  (الرابع) مما يُحْذَفُ فعل المفعول به وجوباً وهو ثالث القياسي (التحذير) أي: المحذر والمحذر منه، فهو مصدر(١) في موضع اسم المفعول (وهو(٢) ضمير) يخرج الاسم الظاهر، والقياس دخوله لوروده نحو: «ماز(٣) رأسك والسيف» (منفصل) خرج الضمير المتصل إذ هو معمول لما اتصل به غالبا(٤) (معمولٌ) أي: منصوب (بتقدير: اتق(٥)) واحذر، وباعد، أو جانب، أو اجتنب، يخرج الضمير المنصوب بتقدير غير ذلك نحو: «إياك»، جواباً للقائل: من أضرب ونحو ذلك (تحذيراً مما بعده) يُحتَرز مما ليس تحذيراً كإيَّاك جواباً
(١) في (أ) اسم مصدر، وفي (ب، ج، د): مصدر. ولعله الصواب، ولذلك أثبتناه.
(٢) الأولى في حد التحذير أن يقال: كل محذر معمول لـ (احْذَر) أو (بَعِّدْ) أو شبههما مذكور بعده ما هو المحذر منه إما بواو العطف أو بمن ظاهرة، أو مقدرة، يجب إضمار عامله، وكذا كل محذر منه مكرر معمول لبَعِّدْ، والمحذَّر إما ظاهر، أو مضمر، والظاهر لا يجيء في الأغلب إلا مخاطباً، وقد يجيء متكلماً، وإذا كان معطوفاً على المحذر جاز أن يكون ضميراً غائباً نحو «إياك وإياه من الشر». (خالدي).
(*) عبارة المتن وفي (الغاية) وفي نسخة للمتن مخطوطة مقابلة على نسخة ابن الحاجب وفي شرح الرضي بلفظ: (وهو معمول بتقدير اتق ... الخ) ولم يذكر قوله: (ضمير منفصل)، وهو أولى وأليق لأن التقييد بالضمير المنصوب يوهم اختصاص الباب بالضمير، وليس بصحيح؛ لدخول ماز رأسك والسيف والسيد | كما هو واضح قد شرح على أن قوله: «ضمير منفصل» من المتن، ويؤيده ما ورد في الخبيصي، والنجم الثاقب، فليتأمل.
(٣) أصله مازن وهو اسم رجل فرخم فقيل في ترخيمه: مازِ والله أعلم.
(٤) يحترز من الضاربك على رأي من جعله مضافاً، وعلى قول من يقول: إن العامل في المضاف إليه غير المضاف؛ إذ العامل فيه أمر معنوي.
(٥) وتقدير (اتق) فيه بعض مسامحة من حيث المعنى إذ يصير المعنى اتق نفسك من الأسد، ولا يقال: اتقيت زيداً من الأسد، أي: تجنبته، ولو قال: بتقدير نج أو بَعِّدْ لكان أولى. (نجم الدين).