مقدمة الكتاب
  
مقدمة الكتاب
  اعلم(٢) أن لفظ(٣) النحو(٤) له حقيقتان لغوية واصطلاحية ويراد به أحد
(١) إن قيل: لم قدمت الجلالة على الرحمن؟ قيل: لأنها اسم ذات، والرحمن من أسماء الصفات، فإن قيل: فلم قدم الرحمن على الرحيم؟ قيل: لأن الرحمن خاص اللفظ، والرحيم عام اللفظ، وخاص اللفظ مقدمٌ على عامه. (هامش ب وج).
(٢) اعلم أنه ينبغي للطالب لفن من فنون العلم أن يعرف أولاً ثلاثة أمور: حد الفن، وموضوعه، وغايته. أما حد النحو فله حدان لغوي واصطلاحي فالنحو في اللغة: لفظة مشتركة بين معان أحدها: القصد، وثانيها: المثل، وبمعنى عند، يقال: (زيد نحو عمرو) أي: عنده، وبمعنى دون، نحو (القوم نحو المائة) أي: دونها وغير ذلك، وأما الاصطلاحي فهو: علم يعرف به إعراب الكلام وبناؤه على وفق لغة العرب، وأما موضوعه فهو: الكلمة المركبة مع عاملها؛ لأنه يبحث في هذا الفن عن أحوالها الذاتية، وموضوع كل فن ما يبحث في ذلك الفن، عن أحواله الذاتية، وأما غايته، والغرض منه فللنحو غرضان أعلى وأدنى. (خالدي). (هامش ب).
(٣) في (ب): (أن للفظ النحو حقيقتين ... إلخ.
قال في حاشية على ذلك من قوله: «للفظ» ما يلي: أدرج «لفظ» هنا في كثير من النسخ وهو مخل لا يصدق عليه قوله: «ويراد به أحد مقصدين» ... إلخ مع ما في حذفها من زيادة حسن في الكلام؛ لما فيه من الاستخدام الذي هو أحد أنواع البديع. (هامش ب).
(٤) إطلاق لفظ النحو على هذا العلم من إطلاق لفظ المصدر على المفعول به، فالنحو إذاً بمعنى المنحو، أي: المقصود، كالنسخ بمعنى المنسوخ، وخص به هذا العلم، وإن كان كل علم منحوا كاختصاص علم أحكام الشريعة بالفقه، وله نظائر في كلامهم. وسبب تسمية هذا العلم نحواً أن علياً ¥ أشار إلى أبي الأسود الدؤلي أن يضعَهُ، وعَلَّمه الاسم والفعل، والحرف، وشيئاً من الإعراب، فقال: انح هذا النحو يا أبا الأسود. (شرح ألفية) قال العلامة (الخضري): النحو في الاصطلاح يطلق على ما يعم الصرف تارة وما يقابله أخرى، ويُعَرَّفُ على الأول بأنه علمٌ بأصول مستنبطة من كلام العرب يعرف بها أحكام الكلمات العربية حال إفرادها كالإعلال، والإدغام، والحذف والإبدال، وحال تركيبها كالإعراب والبناء وما يتبعها من بيان شروط النحو كالنواسخ، وحذف العائد، وكسر إنَّ وفتحها، ونحو ذلك، وعلى الثاني يختص بأحوال التركيب والمراد هنا الأول فهو مرادف لعلم العربية حيث غلب استعماله في هذين فقط، وإن كان في الأصل يعم اثني عشر علماً ... الخ ما ذكره. (هامش ب وج).