[الاستثناء]
[الاستثناء]
  (المستثنى) وهو من جملة المنصوبات وله شبه [عام] بالمفاعيل من حيث إنه فضلة للمستثنى(١) منه وله بالمفعول معه شبه خاص من حيث إنه منصوب بواسطة مثله وهو نوعان (متصل ومنقطع فالمتصل: المخرج) أي: المحكوم بإخراجه (من متعدد) قبل إثبات الحكم لذلك المتعدد ففي قولك: «جاء القوم إلا زيداً» يقدر أنه حكم على زيد بالخروج من جملة القوم قبل الحكم عليهم بالمجيء، ونحو: ذلك فلا إشكال حينئذ يرد على الاستثناء(٢) وسواء تعدد المستثنى منه (لفظاً) نحو: «جاءني الرجال أو القوم إلا زيداً» «أو تقديراً» نحو: «ما جاءني إلا زيد «في المفرغ»، و «ما جاءني أحد إلا زيد» في البدل وقوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا(٣) اتِّبَاعَ الظَّنِّ}[النساء: ١٥٧]، فإن اتباع الظن وإن لم يكن داخلاً في العلم تحقيقاً فهو داخل فيه تقديراً؛ إذ قد أجري مجراه في كثير من
(١) اعلم أنه قسم المستثنى قسمين وحَدَّ كل واحد منهما بحد مفرد من حيث المعنى؛ لأنهما مختلفا الماهية؛ لأن أحدهما مخرج والآخر غير مخرج، ولا يمكن جمع شيئين مختلفي الماهية. (خالدي).
وقيل: بل يمكن جمعه في حد باعتبار اللفظ؛ لأن مختلفي الماهية لا يمتنع اجتماعهما في اللفظ فيقال: المستثنى هو المذكور بعد إلا وأخواتها. (خالدي).
(*) اللام بمعنى بعد كقوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس)، أي: بعد.
(٢) فإن قيل: الاستثناء بالمتصل مشكل؛ لأنك إذا قلت: «جاء القوم إلا زيداً» لا يخلو إما أن يكون داخلاً في عموم القوم أم لا، فإن كان داخلاً يكون المجيء مسنداً إليه فإخراجه بنفي المجيء عنه يكون كذباً وتناقضاً، وهذا باطل؛ لأن هذا الاستثناء موجود في القرآن وهو يتعالى أن يوجد في كلامه الكذب والتناقض، وإن لم يكن داخلاً فيه لم يتحقق الإخراج من المتعدد، وهو شرط كما ذكر المصنف. قيل: إنه داخل فيه من حيث الإفراد واللفظ فأخرج عنه في التركيب والحكم؛ لأن المستثنى بيان تعبير، وكل كلام ألحق بآخره بيان التعبير يوقف حكم صدره على آخره كما في «ضربت زيداً رأسه»، و «أعجبني زيد علمه» فلا يلزمه شيء مما ذكره لاختلاف الجهة. (غاية).
(٣) ظاهر كلام السيد أنه في الآية متصل والظاهر أنه منقطع كما ذكره صاحب الكشاف وهو الحق لأن الاتباع ليس من جنس العلم ولا الظن فتأمل.