مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[انقسام الاسم إلى معرب ومبني]

صفحة 49 - الجزء 1

[انقسام الاسم إلى معرب ومبني]

  (وهو) أي: الاسم ينقسم إلى قسمين (معرب) وهو الأصل⁣(⁣١) (ومبني) لعذر يعرض له (فالمعرب⁣(⁣٢) المركب⁣(⁣٣)) يشمل تركيب الإسناد «كقام زيد»، وتركيب المزج «كبعلبك»، وتركيب الإضافة نحو: «غلام زيد»، وتركيب العدد كأحد عشر، وتركيب الصوت كسيبويه، ويخرج⁣(⁣٤) من هذا أسماء الأعداد كواحد اثنين، ثلاثة، والتعداد كزيد، وبكر، وعمرو، قبل التركيب، وحروف⁣(⁣٥) التهجي كألف، با، تا، ثا، ونحوه.

  وقوله: (الذي لم يشبه مبني الأصل) خرج تركيب الصوت والعدد، ونحو «قام هؤلاء» من تركيب الإسناد؛ لأنها أشبهت مبنيات الأصول، وهي فعل


(١) فإن قيل كيف ذلك. وأصل الأسماء الإفراد، وهي في مثال الإفراد غير مستحقة الإعراب كما هو معروف؟ قلت: إنما حكم بذلك؛ لأن الواضع لم يضع الأسماء إلا لتستعمل في الكلام مركبة فاستعمالها مفردة مخالف لنظر الواضع فبناء المفردات وإن كانت أصولاً للمركبات عارض لكون استعمالها مفردة عارضاً غير وضعي. ذكر معناه (الرضي).

(٢) الفاء للتقسيم أو التفسير، وإنما قدم المعرب على الإعراب؛ لأن المعرب بمنزلة الذات والإعراب بمنزلة الصفة، ولا شك في تقديم الذات على الصفة. (هامش ب). وقال في حاشية على الأصل قدمه على المبني؛ لأنه أمر وجودي، والمبني أمر عدمي، والموجودات تقدم على العدميات.

(٣) أي: الاسم الذي ركب مع غيره تركيباً يتحقق معه عامله. (جامي) ليخرج غلام من «غلام زيد» فإن غلام مبني، وزيد معرب، وأما مع العامل فإنه معرب نحو «جاء غلام زيد».

(٤) وصح الإخراج بالجنس لكونه أخص من الفعل بوجه.

(٥) صوابه: أسماء حروف التهجي كما لا يخفى، فالأسماء مثل جيم، عين، ونحوهما. وأما حروف التهجي مثل: جه، وعه، ونحوهما، فليست أسماءً، ولا أفعالاً، ولا حروف معاني، وإنما هي جزء كلمة، أي: أبنية الكلمة التي تبنى منها، فإذا كان الحرف منها متحركاً مثل الجيم من «جعفر» أُتِي بهاء السكت كما تقول للقائل، ما أول جعفر؟ فتقول: جه وأما إذا كان ساكناً فتقول: أجْ. (هامش ب).