[الظروف]
  جعلنا مميزها ظرفاً أي: كم مَرَّةٍ(١) عمة لك ... إلى آخره، أو على المصدرية إن جعلنا مميزها مصدراً أي: كم حلبة حلبت عمة لك إلى آخره. والعامل(٢) حلبت، وحيث جعلنا كم استفهامية(٣) فهي للتهكم من الفرزدق بجرير، وفدعاء التي قد اعوجت أصابعها والتوت من كثرة الخدمة، فأخبر الفرزدق أن قرائب جرير خدامات للفرزدق.
  (وقد يحذف) تمييز كم للعلم به، والدلالة عليه تخفيفاً (في مثل: كم مالك)
  أي: كم درهماً أو درهمٍ مالك، (وكم ضربت) أي: كم رجُلاًَ أو رجُلٍ ضربت.
[الظروف]
  (الظروف(٤)) أي: المبنية إذ قد تقدمت المعربات (منها: ما قطع عن الإضافة) ونوي المضاف إليه (كقبل وبعد) وكل الجهات الست(٥) إذا قطعت عن الإضافة ونوي المضاف إليه بنيت؛ لاحتياجها(٦) إلى ذلك المضاف إليه،
(١) أي: زماناً كثيراً.
(٢) فإن قيل: هل يجوز أن يعمل الخبر في ما قبل المبتدأ؟ قلنا: قد ذكر ابن الحاجب أن ذلك غير ممتنع؛ لأنك تقول: «زيداً عمرو ضارب» فعمرو: مبتدأ، وضارب: خبره، وزيداً: مفعول لضارب. (رصاص).
(٣) أو خبرية.
(٤) قوله: الظروف ... إلخ، قال في الجامي: هي المعبر عنها عند تعدادها ببعض الظروف، ولا حاجة إلى ذكر البعض هاهنا. (منه). وسميت الظروف المقطوعة عن الإضافة غايات؛ لأن غاية الكلام كانت ما أضيفت هي إليه، فلما حذف صرن غايات ينتهي بها الكلام. (جامي).
(٥) قال نجم الدين: المسموع قطعها عن الإضافة: قبل وبعد، وتحت وأمام، وقدام وخلف ووراء، وأسفل ودون، وأول، ومن علا، ومن علو، ولا يقاس عليها مما بمعناها نحو: يمين وآخر وشمال وغير ذلك، ولا يحذف المضاف إليه إلا إذا قامت قرينة دالة على تعيين المحذوف. (خالدي).
(*) إلا يمين ويسار فإنها تعرب مطلقاً. (خالدي)؛ لعدم السماع، ذكر معناه في النجم.
(٦) فإن قيل: فهذا الاحتياج حاصل لها مع وجود المضاف إليه، فلِمَ لم تُبنَ معه كالأسماء الموصولة تبنى مع وجود ما تحتاج إليه من صلتها. قلت: لأن ظهور الإضافة فيها ترجح جانب اسميتها =