مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[اسم الفاعل]

صفحة 175 - الجزء 2

[اسم الفاعل]

  (اسم الفاعل) حقيقته (ما اشتق من فعل) عَمَّ جميع المشتقات (لمن⁣(⁣١) قام به) خرج اسم المفعول وأسماء المكان والزمان والآلة؛ لأنها ليست للفاعل (بمعنى الحدوث⁣(⁣٢)) خرج عنه الصفة المشبهة وأفعل التفضيل؛ لأنهما بمعنى الثبوت (وصيغته من) الفعل (الثلاثي المجرد) عن حروف الزيادة (على فاعل) نحو: قاتل وضارب وداخل وراكب وسالب ونحو ذلك وبهذا الوزن سمي اسم فاعل لكثرة هذا في كلامهم⁣(⁣٣) (ومن غيره) أي: من غير الثلاثي⁣(⁣٤) وذلك الرباعي فصاعداً فيأتي اسم فاعله منه (على صيغة) الفعل (المضارع بميم⁣(⁣٥) مضمومة) عوض عن حرف⁣(⁣٦) المضارعة للفرق بين الاسم والفعل (وكسر ما قبل) الحرف (الآخر) للفرق بينه وبين اسم المفعول كما يأتي (مثل⁣(⁣٧): مُخْرِج) من أخرج يخرج الرباعي ومنطلق من انطلق ينطلق الخماسي


(١) أي: لذات ما قام بها الفعل، ولو قال: ما قام به الفعل لكان أولى؛ لأن ما جهل أمره يذكر بـ «ما» ولعله قصد التغليب.

(٢) ويخرج به أيضاً كل ما هو على وزن فاعل ولم يقصد به معنى الحدوث نحو: «فرس ضامر وضارب». قال (نجم الدين): وعذره أنَّ قصد الاستمرار فيها عارض ووضعها على الحدوث كما في قوله: «الله عالم، وكائن أبداً، وزيد صائم النهار وقائم الليل». (خالدي).

- فإن قيل: إن عالم في قوله تعالى: (عالم) اسم فاعل مع أنه ليس حادثاً له أجيب بأن عالم من حيث الصيغة يدل على الحدوث وعدم حدوثه ودوامه من الشرع والعقل لا ينافيه. (سعيدي).

(٣) قال (نجم الدين) فيه نظر؛ لأنهم لم يقصدوا باسم الفاعل اسم الصيغة التي على وزن فاعل بل المراد اسم الشخص الذي فعل الشيء ولم يجئ الفعل ونحوه بمعنى الذي فعل الشيء حتى يقال: اسم الفعل. (خالدي).

(٤) ثلاثياً مزيداً فيه أو رباعياً مجرداً أو مزيداً فيه. (جامي).

(٥) أي: مع ميم مضمومة.

(٦) سواء كان حرف المضارع مضموماً أو لا.

(٧) في متن شرح الرضي بدون (مثل ... إلخ)، وفي الجامي: مثل «مدخِل» و «مستغفر».