مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الصفة المشبهة]

صفحة 184 - الجزء 2

[الصفة المشبهة]

  (الصفة المشبهة) وسميت مشبهة لمشابهتها اسم الفاعل (ما اشْتُقَّ مِنْ فِعْلٍ) عمَّ جميع المشتقات (لازم⁣(⁣١)) خرج عنه اسم المفعول واسم الفاعل المتعدي (لمن قام به) خرج اسم الزمان والمكان والآلة (على معنى الثبوت) خرج اسم الفاعل اللازم. قال ركن الدين: لو زاد في الحد فقط ليخرج أفعل التفضيل؛ إذ هو يدل على الثبوت⁣(⁣٢) وزيادة (وصيغتها مخالفة لصيغة اسم الفاعل) من حيث إنه من [الفعل] الثلاثي المجرد على فاعل ومن غيره على صيغة المضارع كما تقدم وهذه لا وزن لها منضبط بالقياس بل هي (على حسب السماع⁣(⁣٣) كحسن) من حَسُنَ (وصَعْبٍ) من صَعُبَ (وشديد) من شدُد فهي مختلفة الأوزان والفعل متفق كما ترى، فلم تأت قياساً إلا في الألوان والعيوب فهي فيها على أفعل نحو: «أبيض وأسود وأحمر، وأعمى وأعرج وأعْور»، وقس على هذا


(١) واللازم أعم من أن يكون ابتداء أو عند الاشتقاق كـ «رحيم» فإنه مشتق من رحِم بكسر العين بعد نقله إلى رَحُم بضمها فلا يقال: رحيم إلا من رحم بضم الحاء أي: صار الرُّحْم طبيعة له ككرم بمعنى صار الكرم طبيعة له، والمراد بكونه بمعنى الثبوت أنه يكون كذلك بحسب أصل الوضع فخرج عنه ضامر وطالق؛ لأنهما بحسب أصل الوضع للحدوث عرض لهما الثبوت بحسب الاستعمال. (جامي).

(٢) قوله: يدل على الثبوت وزيادة قال في السعيدي ينبغي أن يزاد زيادة على غيره؛ ليخرج أفعل التفضيل من الفعل اللازم. (منه) يقال: الاختصار خصوصاً في المتون يفيد نفي ما زاد فلا وجه لما اعترض ركن الدين ونحوه «كالسعيدي».

(٣) ودليل ذلك أن الفعل على زنة واحدة والصيغة مختلفة كما مثل الشيخ فإن حَسَن بوزن فَعَل بفتح الفاء والعين وصعب بوزن فَعْل بفتح الفاء وسكون العين، وشديد بوزن فعيل والفعل الذي اشتقت منه بوزن فَعُلَ بفتح الفاء وضم العين فلو كانت قياساً لجرت على نسق واحد. (رصاص).