مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[اسم التفضيل]

صفحة 193 - الجزء 2

  تارة وينصبانه تارة ويرفعانه تارة نحو: «ضامر البطن، وجائلة الوشاح، ومعمور الدار» بالوجوه كلها، فأما المتعديان نحو: «ضارب ومعطى» فلا يكونان كالصفة فلا يضافان إلى الفاعل ولا ينصبانه لئلا يلتبس الفاعل بالمفعول في اسم⁣(⁣١) الفاعل فلو أضيفا إلى فاعلهما وهو «هما» فكأنهما أضيفا إلى نفسيهما.

[اسم التفضيل]

  (اسم التفضيل) حقيقة هو (ما اشتق من فعل) شمل جميع المشتقات (لموصوف) خرج اسم الزمان⁣(⁣٢) والمكان والآلة⁣(⁣٣): (بالزيادة على غيره) خرج اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة؛ إذ هي وضعت لموصوفها لا بالزيادة على غيره في أمر بخلاف زيد أفضل من عمرو، فقد زاد المفضَّل على المفضل عليه في الفضل (و) [اسم التفضيل] (هو) على وزن (أفعل) نحو: «أفضل وأكمل وأعلم وأشجع وأورع» ونحو ذلك إلا ما جاء من [نحو⁣(⁣٤)] خيرٍ وشرٍ وكان أصله أَخْير وأشْرَر فحذفت الهمزة تخفيفاً⁣(⁣٥) وسكنت⁣(⁣٦) ياء خير وأدغمت الراء في الراء⁣(⁣٧) من أشرر [فقيل: خير وشر] (وشرطه) أي:


(١) إذا قيل مثلاً: «زيد ضارب أباه، وزيد معطى أباه» لم يعلم أن أباه في المثال الأول مفعول لضارب أو فاعل له نصب تشبيهاً بالمفعول، وفي المثال الثاني أنه مفعول ثان لمعطى أو مفعول أول أقيم مقام الفاعل ونصب تشبيهاً بالمفعول والمفعول الثاني محذوف.

(٢) لأنها أسماء لا صفات. (رصاص). لأن المراد بالموصوف ذات مبهمة ولا إبهام في تلك الأسماء. (جامي).

(٣) لأنها ليست موضوعة لموصوف.

(٤) فإنه أفعل تفضيل وليس على صيغة أفعل ولكن أصله ... إلخ. (رصاص).

(٥) لكثرة الاستعمال وذلك عارض. (رصاص) فاعتبر الأصل. وقد تستعملان على الأصل نجم قال تعالى: (سيعلمون غدا من الكذاب الأشر).

(٦) بل نقلت إلى ما قبلها.

(٧) بع نقل حركتها إلى ما قبلها.