[الجوازم]
  وذلك للفرق بينها وبين لام(١) الجحود من أول الأمر(٢). (و) ومع الحروف (العاطفة) لئلا يكون عطف الفعل على الاسم ظاهراً، (ويجب) إظهار أنْ (مع لا) النافية (في اللام) أي: في لام كي قبل لا التي للنفي، نحو: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}[الحديد: ٢٩]؛ وذلك لئلا تتوالى اللامات، ولئلا يلي حرف الجر حرف النفي.
[الجوازم]
  (ويجزم) الفعل المضارع (بلم، ولما، ولام الأمر، ولا(٣) في النهي) وهذه كلها حروف تجزم(٤) فعلاً واحداً، وما بعدها حروف وأسماء وتجزم فعلين، ولذلك قال الشيخ: (وكَلِمِ المجازاة) ولم يقل حروف المجازاة ولا أسماء المجازاة لما ذكرناه أولاً (وهي: إنْ) وهي حرف (ومهما) وهي عند بعضهم كلمة غير مركبة على وزن فعلى فحقها على هذا أن تكتب بالياء، وإذا سمي بها لم
(١) ولم يعكس لأن لام الجحود زائدة ولام كي غير زائدة فإظهارها مع غير الزائد أولى؛ لأن غير الزائد أصل والإظهار أيضاً أصل والأصل أولى بالأصل.
(٢) أي: من غير نظر إلى أن ما قبلها كان منفياً أم لا، واعترض بأنها بعد كان المنفي من أول الأمر من غير نظر إلى أن ظهرت أولا وأقول: ما ذكره المعترض قرينة خارجة عن اللام بخلاف ما ذكر قبل فإنه قرينة داخلة فيه ألا ترى أنهم زادوا السين في قولهم: «علمت أن سيقوم» للفرق بين المخففة والناصبة وإن كان الفرق بينهما يحصل بعلمت بناء على أن الناصبة يمتنع وقوعها بعد علمت ولكنهم لم يجتزوا بعلمت لكونه قرينة خارجة. ذكره السعيدي.
(٣) والفرق بين لام النهي ولام النفي من حيث اللفظ اختصاص الناهية بالمضارع وجزمه بخلاف النافية، ومن حيث المعنى أن الكلام مع الناهية طلبي ومع النافية خبري.
(٤) فائدة إذا اجتمع جازمان على فعل فالأقرب الجازم لفظاً والأول جازم محلاً قال في كنز العرفان في قوله تعالى: (ومن لم يستطع منكم طولا) ما لفظه من شرطية ويستطع مجزوم بلم لفظاً أو بمن محلاً ولم يعكس لقرب لم والقريب أولى باللفظ من البعيد. (بلفظه).