[المتعدي من الأفعال وغير المتعدي]
[المتعدي من الأفعال وغير المتعدي]
  (المتعدي(١)) من الأفعال (وغير المتعدي) منها: (فالمتعدي) حقيقته: (ما يتوقف فهمه على متعلق) له واحد حساً (كضرب) زيدٌ عمراً، ففهم ضرب متوقف على مضروب يقع عليه الضرب حساً كما بينا، أو حكماً نحو: كلمت زيداً، وبلغت البلد» فلا يتعقل الفعل المتعدي حتى يتعقل المفعول، ألا ترى أنه لو لم يكن ثَم مضروب لم يكن ثم ضرب. (وغير المتعدي بخلافه) أي: بخلاف المتعدي فيما ذكر (كقعد) فلا يتوقف مفهومه على مفعول به، فأما المفعول فيه(٢) فالفعلان فيه على سواء(٣)، وقد يتعدى اللازم(٤) بالهمزة(٥) كأقعدت زيداً، وبتضعيف عينه كقعدت زيداً، وبحرف(٦) الجر كقعدت بزيد، وعلامة المتعدي
(١) وسمي المتعدي متعدياً؛ لأنه طلب غير ما هو له وهو المفعول. (تهذيب ابن يعيش).
(٢) وله ومعه والمطلق.
(٣) إن قصد السيد أنهما سواء في أنه يتوقف فهمهما عليه فضعيف إذ يلزم دخوله في الحد مع أنه خارج بقوله: فهمه على متعلق، وإن قصد أنهما يتوقفان عليه لأنه لا بد لهما من محل يقعان فيه فمسلم ولكن لا يكون لكلامه كثير فائدة. (سيدنا حسن سيلان).
(*) قوله: فالفعلان: أي اللازم والمتعدي. تمت (هامش (د) معنى).
(٤) وسمي لازماً؛ لأنه لازم لفاعله ولم يطلب سواه.
(٥) وقد يصير المتعدي لازماً بالهمزة (كأحصد الزرع) (و) أقطف الكرم (أي: حان حين حصاده.
(٦) قوله: وبحرف الجر ... إلخ وإذا تعدى بحرف الجر فالجار والمجرور في محل النصب على المفعول به، ولهذا قال: قد يعطف على الموضع بالنصب قال الله تعالى: (وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم)، بالنصب. وقال لبيد:
فإن لم نجد من دون عدنان والدا ... ودون معد فلترعك العواذل
والتحقيق أن المجرور وحده منصوب المحل لا مع الجار؛ لأن الجار هو الموصل للفعل إليه كالهمزة والتضعيف في «أذهبت زيداً»، وذهَّبته لكن لما كان الهمزة والتضعيف من تمام صيغة الفعل والجار منفصل عنه وكالجزء من المفعول توسعوا في اللفظ وقالوا هما في محل النصب. (رضي).