مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الإعراب]

صفحة 72 - الجزء 1

[ذكر العلل المانعة من الصرف بالتفصيل]

  ثم لما فرغ من تعداد العلل أراد تفصيلها على الترتيب في التعداد فقال:

[العدل]

  (فالعدل⁣(⁣١)) وهو التلفظ بصيغة⁣(⁣٢) يراد بها أخرى⁣(⁣٣) لقياس يستدل به عليه بالنظر إلى ذات الاسم (خروجه) أي: خروج الاسم المعدول به (عن صيغته الأصلية) المعدول عنها (تحقيقاً كثُلاث ومثلث) فإن تحقيق العدل في ثلاث في قولك: جاءني القوم ثلاث⁣(⁣٤) أنه أفاد ما أفاده ثلاثة ثلاثة في قولك: «جاءني القوم ثلاثة ثلاثة» أي: منقسمين على هذا العدد، مع كون ثلاث غير مكرر، فعلمنا أنه معدول به عن المكرر؛ لكونه أخصر، وكذلك مثلث، ومثله أحاد وموحد، وثناء ومثنى، ورباع ومربع؛ قال الله تعالى: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}⁣[فاطر: ١]، وكذلك عشار ومعشر قال الشاعر⁣(⁣٥):

  ١٢ - تظلُّ الطيْرُ عاكفةً عليه ... مُرَبَّعَةً وآونةً عُِشارا(⁣٦)


(١) اعلم أن أوزان العدل مشهور منها ستة: فُعَل كزُمر. ومَفْعَل كمثلث. وفُعال كثُلاث. وفَعال كقَطام. وفَعْل كأمس. وفَعَل كسَحَر. (هامش (ج).

(*) بشرط إذا كان سحر يومٍ بعينه. (تعليق).

(٢) كثلاث.

(٣) ثلاثة ثلاثة.

(٤) والدليل على أصلهما أن في معناهما تكراراً دون لفظهما، والأصل أنه إذا كان المعنى مكرراً يكون اللفظ أيضاً مكرراً كما في جاءني القوم ثلاثة ثلاثة فعلم أن أصلهما لفظ مكرر، وكذلك الحال في أحاد وموحد، وثنى ومثنى إلى رباع ومربع بلا خلاف وفيما وراءها إلى عشار ومعشر خلاف والصواب مجيئها. (جامي). لفظاً. (هامش (ب) و (أ) معنى).

(٥) في (ب، ج): كما في قول الشاعر، وفي (د): قال الشاعر كالأصل.

(٦) البيت من بحر الوافر، وهو لخداش بن زهير كما في الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب (ج ١ صفحة ١٣٣) وأساس البلاغة، أفاد ذلك في حاشية النجم الثاقب.

=