مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[فعلا التعجب]

صفحة 300 - الجزء 2

  أي: يمسح مسحاً فحذف الخبر وترك المصدر دليلاً عليه، وأصل فاعلها أن يكون معرفة كما سبق أو مقرباً منها، وقد جاء نكرة محضة كقول الشاعر:

  ٣٧٠ - عسى فَرَجٌ يأتي به الله إنه ... له كل يوم في خليقته أمر(⁣١)

[فعلا التعجب]

  (فعلا⁣(⁣٢) التعجب) حقيقتهما: (ما وضع⁣(⁣٣) لإنشاء تعجب) يخرج من هذا «عجبت وتعجبت»؛ لأنهما للإخبار وليسا للإنشاء (وهما⁣(⁣٤)) صيغتان: (ما


(١) البيت من الطويل وهو من الشواهد التي لا يحقق قائلها، وقيل: لمحمد بن إسماعيل كما في حاشية شرح شذور الذهب، وألفاظ هذ البيت كلها ظاهرة المعنى.

الإعراب: (عسى) فعل ماض ناقص (فرج) اسمه مرفوع بالضمة (يأتي) فعل مضارع (به) جار ومجرور متعلق بيأتي (الله) فاعل يأتي والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر عسى (إنه) إن حرف توكيد ونصب والهاء ضمير الشأن اسمه (له) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (كل) منصوب على الظرفية الزمانية لاضافته إلى اسم الزمان متعلق بما تعلق به الجار والمجرور السابق قبله وكل مضاف و (يوم) مضاف إليه (في خليقته) جار ومجرور متعلق بما تعلق به الجار والمجرور السابق وخليقة مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (أمر) مبتدأ مؤخر والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر إن.

الشاهد: قوله: (عسى فرجٌ) حيث أتى اسم عسى نكرة وفيه شاهد آخر وهو مجيء خبر عسى فعلاً مضارعاً مجرداً من أن المصدرية وهذا قليل.

(٢) وفي نسخة الجامي: فعل التعجب، وقال في شرحه وفي بعض النسخ: أفعال التعجب، وفي أكثر النسخ: فعلا التعجب بصيغة التثنية؛ فإفراد الفعل بالنظر إلى أن التعريف للجنس، وجمعه بالنظر إلى كثرة أفراده، وتثنيته بالنظر إلى نوعي صيغته، وعلى كل تقدير فالتعريف للجنس في ضمن التثنية والجمع أيضاً.

(٣) أي: فعلان وضعا لإنشاء التعجب، إلا أنه أفرد الضمير المستكن في وضع رعاية للفظ ما؛ لأنه مفرد مذكر.

(٤) في (ب): «وهي» وفي (ج، د): «وهو»، وفي الرضي: كذلك حيث قال: «فعل التعجب»، والاختلاف باعتبار الإفراد والتثنية والجمع في قوله: فعل التعجب ... إلخ كما بين في حاشية (١) على الجامي.