مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[حروف الجر]

صفحة 313 - الجزء 2

[الحرف]

  (الحرف: مادل على معنى) شمل⁣(⁣١) الاسم والفعل [والحرف] (في غيره) وضعاً⁣(⁣٢)؛ خرج الاسم والفعل، وهذا [الحد] يطرد وينعكس كما سبق، وسمي حرفاً لوقوعه في طرف من الكلام بحيث لا يسند ولا يسند إليه، وحرف الشيء طرفه، ومنه حرف الجبل وحرف السيف (ومن⁣(⁣٣) ثم احتاج في جزئيته) أي: في كونه جزء الكلام (إلى اسم أو فعل) لأن من الحرف ما يطلب الاسم كحروف الجر، والحروف المشبهة⁣(⁣٤)، ومنها ما يقتضي الفعل كحروف الجزم والشرط والتحضيض، ومنها ما يقضيهما [معاً] كحروف العطف ونحوها⁣(⁣٥)، فلا يكون الحرف جزءاً للكلام حتى يذكر [معه] متعلَّقُه؛ إذ دلالته على معنى مشروطة بذكر المتعلق.

[حروف الجر]

  (حروف⁣(⁣٦) الجر) حقيقتها: (ما وضع للإفضاء) وهو الإيصال⁣(⁣٧) (بفعل


(١) في (أ، ج، د) «يشمل» وقد أثبتنا ما في (ب) لكونها أنسب.

(٢) يحترز من الغايات والمبهمات وذو وغيرها فإن دلالتها على معنى في غيرها بالاستعمال لا بالوضع.

(٣) أي: ومن أجل أن دلالته على معنى مشروطة بذكر متعلق له في الاستعمال.

(٤) في (ب، د): زيادة بالفعل.

(٥) كأحرف الاستفهام.

(٦) بدأ الشيخ بذكر حروف الجر لوجهين أحدهما: أنها لا تلغى عن العمل بحال، الثاني: أن عملها للاختصاص وعمل غيرها بالمشابهة. (من شرح بن الحاجب).

(٧) أي: إيصال فعل أو شبهه أو معناه إلى اسم يلي حرف الجر. الإفضاء: الوصول والباء بعده للتعدية أي: لإيصال فعل، والمراد بإيصال الفعل إلى الاسم تعديته إليه حتى يكون المجرور به مفعولاً لذلك الفعل فيكون منصوب المحل فلهذا جاز العطف عليه بالنصب.