[الإمامة]
  وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}[آل عمران ٦١].
  وقد أجمع أهل البيت على أنه لا يختص بها التسعة من ولد الحسين، والإمامية لا تنكر أن جميع أهل البيت في زمن كل إمام من أئمتهم لا يقولون بإمامة ذلك الإمام؛ لأنه لم يقم ويدعو، ولو قام ودعا مع كمال الشروط لقالوا بإمامته، إلا علي الرضا، فإنه إمام عندنا؛ لأنه قام ودعا.
  ولا نعترف بأن أئمتهم يدَّعون لأنفسهم الإمامة، ولا نعتقد ذلك وحاشاهم، والله أمرنا باتِّباع أهل البيت ولم يأمرنا باتِّباع فريق من الشيعة، فامتثلنا أمر الله، وأمر رسوله، ولم نمتثل أمرَ من لم يأمرنا بالإقتداء بهم، ومن ادعى دعوى بغير برهان فدعواه عاطلة باطلة، ولا يعرف الحق من الباطل إلا بالبراهين، مع أنه لم يقع بين التسعة وبين سائر أهل البيت أيُّ خلاف في هذا ولا نزاع؛ وإنما قاموا بجهاد الظلم والمنكر، بجهاد الدولتين الظالمتين الأموية والعباسية، وبذلوا النَّفْسَ والنَّفيس، وقُتِّلُوا تحت كل حجرٍ ومَدَرٍ، وأوصدت عليهم الحبوس، وشًرِّدوا في الآفاق، مصداقًا لقول النبي ÷: «ستنال عترتي من أمتي قتلًا وتشريدًا(١)»، ودعوا
(١) أخرج الإمام المرشد بالله # [١/ ١٣٦] من حديث فيه: «إلى الله ø أشكو من ظالمهم من أمتي، والله لتقتلنهم أمتي لا أنالهم الله ø شفاعتي»، ومثله الإمام عبد الله بن حمزة # في الشافي [١/ ٦٤]. والإمام =