[طرق الانحراف عن أهل البيت $]
  وأما اعتمادهم على الباقر، والصادق، والرضا، والكاظم $ فهو ذهاب إلى سراب بقيعة؛ لأنهم لا يروون عنهم إلا بوسائط من أسلافهم ليس فيهم أحد من أولاد النبي ÷.
  وإنما اعتمادهم في الحقيقة على هشام بن الحكم، وهشام بن سالم، وصاحب الطاق، ثم على الطبرسي، والطوسي، والكليني، والمفيد؛ فهؤلاء في الحقيقة عندهم سفينة نوح يدورون معهم أينما داروا، وأولاد الحسنين عنها في معزل.
  والعجب من أهل الفطنة منهم والذكاء كالسيد محسن الأمين، والسيد عبد الحسين شرف الدين، ومؤلف الغدير لما رأوا حديث السفينة، وحديث الثقلين، ونحوها أنها تهدم ما شيدوا، وتنقض ما أبرموا من قواعدهم المنهارة - حرفوها، وقالوا: إن المراد بها الاثنا عشر بدون حجة ولا برهان.
  وعندهم أن من لم يقل بإمامة أحد التسعة من أئمتهم(١)، أو لم يقل بعصمته وحجيته، أو خالفه في فروع الدين أو أصوله - فهو كافر، وأهل البيت لا يقولون بذلك، فهم كفار عندهم.
(١) روى الحر العاملي في وسائل الشيعة [٢٨/ ٣٤٧] رقم [(٣٤٩٣٠) ٢٧]: عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن النبي ÷ قال: الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم - إلى أن قال: - المقر بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر. قال: ورواه الصدوق بإسناده عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، ورواه في (عيون الأخبار) مثله.
=