[لا نفرق بين أحد منهم]
  ونتبعهم جميعًا، لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون، ولو كان بيننا وبينهم أيُّ نزاعٍ لم نجعلهم لنا أسلافًا، ولما ملأنا كتبنا بالرواية عنهم، ولاشتهر ذلك، وروته الأمة، وأبرزه التاريخ.
  وهم يروون عن جعفر أنه يدعي أنه الإمام، ونحن ننكر هذا، ونروي عنه ضد هذا، وقد روى الإمام الأعظم إمام اليمن الهادي(١) إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - سلام الله عليهم - أن جعفرًا قال ليحيى بن زيد: يُقرئ أباه عنه السلام ويقول له: إن كُنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك. وإنه كان يريد الخروج مع زيد ليقاتل بين يديه، وإنما منعه زيد، وقال: ابق مع حُرمنا. وأنه قال حين بلغه قتل عمه: ذهب - والله - زيد كما ذهب علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وأصحابهم شهداء، إلى الجنة، والتابع لهم مؤمن، والشاك فيهم ضال، والراد عليهم كافر.
  وروى في الحدائق الوردية(٢) أنه أرسل ولديه يجاهدان بين يدي محمد بن عبد الله النفس الزكية، وأن أول قتيل من جند العباسية
(١) المجموعة الفاخرة للإمام الهادي # [٩٠].
(٢) الحدائق الوردية للشهيد حميد ¥ [١/ ٢٩٠]، وروى ذلك الإمام أبو طالب # في الأمالي [١٩٣]، برواية الإمام الناصر الكبير # لذلك في كتابه: كتاب الإمامة المسمى: الدلائل الواضحة والحجج الناصحة.