الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[التصوف]

صفحة 185 - الجزء 1

  أو أمردَ جميلاً، حلّقوا عنده حلقًا ويقولون: الله الله الله الله، يكررونها ويشيرون إلى الصورة بأصابعهم، ويبيحون المحرمات؛ من الزنا، واللواط، والخمر، وسائر المحرمات؛ غير القتل، وهؤلاء لا شك في كفرهم؛ لتشبيههم الله، ووصفهم له بالصفات السخيفة، وردهم للقرآن بتحليل ما حرمه.

  الثانية: الذين يتخذون لهم اجتماعات وسهرات، يجتمعون على الرقص، والتطبيل، والمدائح الشعرية، ولعلهم يخلطون بينها شيئًا من الأذكار، وتلاوة القرآن، والصلوات على النبي ÷، ولهم شيوخ ينتمون إليهم، ولعلهم يعدُّون مخالفتهم حرامًا وضلالًا، ويجعلون لهم من الكرامات والفضائل ما ليس لهم؛ ككونهم يشاهدون النبي ÷ في اليقظة، ونحو ذلك، وهذا الأمر مَضْيَعة.

  وما اعتقدوه سنة، ولم يقم عليه دليل، فلا شك في بدعيته، ولم يبعث الله نبيئًا بالغناء، والرقص، والدف، والطبل، ولم نعهد مثل هذا من الصحابة الراشدين، ولا من أهل البيت المطهرين، ولا جاء به قرآن، ولا سنة؛ بل أنزل الله في الغناء: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}⁣[لقمان: ٦]، وقال النبيء ÷: «الغناء يُنبت النفاق في القلب كما يُنبت الماء الشجر(⁣١)»،


(١) الإمام زيد بن علي # في المجموع [٢٧٨] رقم (٦٧٨) عن علي #، طبعة =