الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[شبهة وجوابها]

صفحة 15 - الجزء 1

  وللسياسة دور كبير في الوضع والتغيير والتحريف، وعلماء السوء خدم الدولتين، لتفريق صفوف الشيعة، ولينسحب الجم الغفير إلى هذا المذهب السهل الذي يدعوهم إلى القعود والأمن والعافية، فإذا قام قائم أهل البيت يدعوهم إلى الجهاد تركوه وخذلوه؛ لأن العافية، والأمن، والحياة، أسهل من الموت، والخوف، والبلاء؛ {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}⁣[النازعات ٤١].

  الوجه الثاني: أن هذه الروايات آحادية مغمورة، لا يبنى عليها أصل من أصول الدين، ولو كانت صحيحة لأظهرها رسول الله ÷، ونشرها كما نشر ولاية علي # على رؤوس الأشهاد، وفي مجامع الناس، مثل حديث الغدير الذي نشره في حجة الوداع، وفي يوم الدار، ويوم عرفة، وفي غيرها، سيما على مذهب الإمامية؛ لأنهم عندهم حجج يجب اتباعهم، ويحرم مخالفتهم، بل يكفر عندهم من خالفهم، فكيف ينصب لنا حججًا يجب على كل واحد الرجوع إليهم، ويكفر من خالفهم، ولا يظهر أمرهم، ولا ينشره نشرًا كاملًا حتى لا يمكن أحدًا إنكاره، هذا بعيد غاية البعد؛ لأن حجج الله لم تزل ظاهرة مكشوفة من زمن آدم # إلى زماننا هذا: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ ...}⁣[النساء ١٦٥]، فكيف، ولم يعرف هذه الروايات أولاد رسول الله ÷ وهم أحق بالتبليغ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}⁣[الشعراء ٢١]!