[إلزامات وأسئلة واردة في الثاني عشر]
  وليت شعري من أين أوتي العلم هذا الإمام الغائب المختفي، هل يوحى إليه كما قاله الكليني(١)، قال: إنه يأتيه ملك يُحدِّثه إلا أنه لا يراه! فيلزم أن يكون نبيئًا، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِئِينَ}[الأحزاب: ٤٠]، وقال ÷: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، وهذا مما علم من الدين ضرورة أنه خاتم النبيين.
  أم لم يوحَ إليه؟! فلا سبيل له إذًا إلى معرفة الشرائع، فكيف يعرِّفُنا وهو لا يعرِف.
  وليت شعري، ما الفائدة وما الحكمة في غيبة هذا الإمام وإخفائه أكثر من ألف عام، هل خاف الله عليه من أعدائه،
(١) الكليني في الكافي [١/ ١٧٧] باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث رقم (١): عن زرارة قال: سألت أبا جعفر # عن قول الله ø: {وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ٥١} ما الرسول وما النبي؟ قال: النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك، قلت: الإمام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية: وما أرسلنا من قبلك [من] رسول ولا نبي ولا محدث، وعلق المحقق على «ولا محدث» بقوله: إنما في قراءة أهل البيت $ وهو بفتح الدال المشددة. وفي [١/ ٢٧١] باب أن الأئمة محدثون مفهمون رقم (٤): محمد بن مسلم قال ذكر المحدَّث عند أبي عبد الله # فقال: إنه يسمع الصوت ولا يرى الشخص فقلت له: جعلت فداك كيف يعلم أنه كلام الملك؟ قال: إنه يعطي السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام ملك. وروى مثله المجلسي في بحار الأنوار [٢٦/ ٦٨]. وفي غيرهما من مصادر الإمامية.