الفرق بين المذهبين الزيدي والاثنا عشري
  ولم يستطع أن يحرسه ويحفظه كما حفظ موسى في حجر فرعون، وكما حفظ إبراهيم ووقاه من نار النمرود؟!، أم لئلَّا يستطيع أحد أن يستفيد منه، فلا تكمل حجة الله على العالمين؟! أم لإهمال الشرائع وتعطيل الأحكام، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد، وتعطيل الحدود، لأنه لا يصح قيام إمام وقت غيبته؟!
  وما الفائدة والحكمة في خلقه وإعداده قبل الحاجة إليه بهذه المدة الطويلة؟!
  هل اغتنام فرصة القوة والاستطاعة خوفًا من الضعف والعجز بعدُ، أم عبثًا ولعبًا؟!
  وهذا محال على الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإنما يفعل مثل هذا الضعيف العاجز، الذي يغتنم الفرص خوفًا من فواتها، هذه سنة الله في الأولين.
  تبصَّروا إخواننا واستبصروا، ولا تقبلوها مسلَّمات دعاوى بدون أدلَّة ولا براهين، ولا تقبلوا ما صادم العقل وأدلة التوحيد والعدل.
  إذا عرفت هذا، حملنا ما أمكن حمله من هذه الروايات على ما رواه الإمام الأعظم أحمد بن سليمان(١)، والإمام الأعظم عبد الله بن
(١) ذكر روايته له الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في التحف شرح الزلف [٣٨٩].