الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

الفرق بين المذهبين الزيدي والاثنا عشري

صفحة 28 - الجزء 1

  إجابات دعائهم، ولشيعتهم وأتباعهم - رضوان الله عليهم - الكثير الطيب من ذلك.

  ومن عرف أحوالهم واطَّلع على تواريخهم⁣(⁣١)، عرف أنهم أهل الحق، ولو لم ينزل فيهم كتاب ولا سنة.

  هذا، ولو أردنا التغرير والتلبيس، واتباع الهوى والضلال، لم نشغل أنفسنا بالدرس والتدريس طيلة أعمارنا؛ لأنا لا نستفيد من ذلك إلا الجهل وسخط الله؛ وهما لا يحتاجان إلى الدراسة، فقد كان الجهل معنا قبل أن ندرس، وسبيل النار لا تحتاج إلى دراسة.

  فإن قيل: إذا اتبعنا أهل البيت في الأصول، فالتقليد فيها لا يجوز، وأما الفروع فكل مجتهد مصيب.

  قيل له: اتِّباعهم ليس تقليدًا، فكما أن الأخذ بالإجماع ليس بتقليد، وكذلك اتباع الأنبياء À، فكذلك أهل البيت؛ لأن الدليل قد دلنا أنهم على الحق، بل أوجب علينا اتِّباعهم، فيجب اتِّباعهم في الأصول، والفروع؛ لأن الدليل لم يفصل مثلما دلّ الدليل على اتِّباع الأنبياء À، ولا نسلم أن كل


(١) حسبك بهذا باعثًا على أهمية معرفة تواريخ أهل البيت $، وقال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #: «ولما كان اتصال الدين بآل محمد، ومعين العلوم من مناهلهم تورد، لا جرَمَ تعَيَّنَ على مَن التزم الاستمساك بالعروة الوثقى، والمشي على سَنَن الفرقة الوسطى أن لا يجهل أحوال مَن بهم اقتدى، وبهداهم اهتدى». [التحف شرح الزلف ط ٣/ ١٨].