الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[عصمة الأئمة وفضل الملائكة على الأنبئاء $]

صفحة 40 - الجزء 1

  واليدين، مما يخل، وسلامته من المنفرات، مثل: الجذام، والبرص، والحمق، وإذا اختلّ أي هذه الشروط بطلت، ولو من بعد.

  والعصمة عندنا عن الكبائر، وهي عندهم عن الكبائر، والصغائر.

  وحجتنا أن الأنبياء À معصومون، وقد وصفهم الله بمقارفة الذنوب، قال تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}⁣[الفتح ٢]، وقال في موسى: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي}⁣[القصص ١٦]، وقال في يونس: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}⁣[الأنبياء ٨٧]، وفي داود: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}⁣[ص ٢٤]، وفي سليمان: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ}⁣[ص ٣٤]، وفي آدم: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}⁣[طه ١٢١].

  والعصمة عندنا ألطاف وتنوير يختار صاحبها معها ترك المحرمات، وفعل الواجبات؛ وليست بالإجبار، وإلا لما كان لصاحبها مزية وفضل، ولما استحق الجزاء.

  وعندنا أن الملائكة À أفضل من الأنبياء À؛ لقول الله سبحانه وتعالى: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ}⁣[التحريم ٦]، وقال: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}⁣[الأنبياء ٢٧]، وقد وصف الأنبياء À بالعصيان كما تقدم، وقال تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ