الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[هل يكفي في الإيمان حب علي #؟]

صفحة 83 - الجزء 1

  غال ومبغض قال ⁣(⁣١)»؛ فحكم عليه بالهلاك وهو محب لما عصى الله بالغلو، فدل على أن المحبة لا تكفي.

  وقد يقال: إنه لا يحبه حقًّا إلا من اتبعه واقتدى به في فعل الطاعات وترك المحرمات.

  ويؤيِّده قول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}⁣[آل عمران ٣١]، فشَرَطَ الاتِّباع.

  فإذا ادعى أحد أنه يحبه، وهو يفعل الكبائر، فهو


(١) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في اللوامع [٢/ ٨٧٢]: «قال الإمام محمد بن عبد الله الوزير #: وقد جاء في الحديث مرفوعًا وموقوفًا: «يهِلك فيك - أو: يهِلك فيَّ - اثنان: محب غال، ومبغض قال» انتهى؛ وهو كما قال». وفي نهج البلاغة الحكم: (١١٧): (هلك فيَّ اثنان)، وفي الديباج الوضي شرح نهج البلاغة لوالدنا الإمام يحيى بن حمزة [٣/ ١٠٤٢]: يهلك فيك يا علي اثنان ..، والبوصيري في إتحاف الخيرة [٧/ ٢٠٥] رقم (٦٦٧٦/ ١) عن أبي جحيفة، وعزاه لابن منيع وقال: ورجاله ثقات، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية [١٦/ ١٣٥] رقم (٣٩٣٩ - [١]) عن علي #، بنحوه، ورقم (٣٩٤٠ - [٢]) عن أبي جحيفة، ورقم (٣٩٤٠ - [٣]) عن زاذان.

وروي بلفظ: (يهلك في رجلان محب مفرط يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني) من حديث: «فيك مثل من عيسى»، أو بلفظ: (يهلك في رجلان: محب مفرط، ومبغض مفترٍ): رواه: أحمد في الفضائل [٢/ ٧١٣] رقم (١٢٢١) عن علي #، وفي [٢/ ٦٧٢] رقم (١١٤٧) عنه #، وابن أبي عاصم في السنة [٢/ ٤٧٧] رقم (٩٨٧) عنه #، والشاشي في المسند [٣/ ٤٢٤]، وابن الأعرابي في معجمه [٢/ ٧٠٢] رقم (١٣٨٠) عنه #، وأخرى في [٢/ ٧٦٥] رقم (١٥٠٥)، وأبو يعلى في مسنده [١/ ٤ - ٦] رقم (٥٣٤) عنه #. والحاكم في المستدرك [٣/ ١٣٢] رقم (٤٦٢٢) عنه #، ومعمر بن راشد في جامعه [١١/ ٣١٨] رقم (٢٠٦٤٧) عنه #، وغيرهم.