[لن يفترقا حتى يردا علي الحوض]
  لأهل الزيغ والضلال؟!
  فوالله لو لم يكن لهم إلا هذا حجة لكفى أهل العقول السليمة!
[لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض]
  هذا، ويعلم الله الذي يعلم السر وأخفى، والذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أنا لو نعلم أن الحق مع اليهود لتهودنا، أو مع النصارى لتنصرنا، أو مع أي فرقة، أو فئةٍ لاتبعناها، غير مكترثين بالآباء والأسلاف، وليس لنا مال على اتباع هذا المذهب، ولا شيء من حطام الدنيا، ولا نحب أن نهلك إذا هلكوا {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}[الزخرف ٣٩]، ولا أن نغري الناس ونضلهم إذا ضللنا فنحمل أوزارًا فوق أوزارنا {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}[العنكبوت ١٣].
  ولكنَّا لما اختلفت الأمة وتفرقت فرقًا، وكل فرقة تدعي أنها على الحق، وتروي عن رسول الله ÷ الروايات، وتدعي أن رواياتها هي الروايات الصحيحة - لجأنا إلى كتاب ربنا، وإلى سنة رسول الله ÷ التي أجمع عليها جميع الطوائف، فوجدناهما شاهدين لأهل بيت الرسول ÷ بأنهم على الحق، وأنه يجب على الأمة اتِّباعهم، كالآيات والأحاديث المتقدمة.
  وكذا قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ