الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الشفاعة]

صفحة 72 - الجزء 1

  قلنا: فالدليل قد خصص الزيارة وهو ما قدمنا.

[الشفاعة]

  السؤال السادس: لمن الشفاعة؟ وما فائدتها؟ وهل يكفي في الإيمان حب علي لقول النبي ÷: «لا يحبك إلا مؤمن»؟

  والجواب: أن الشفاعة عندنا لا تكون إلا للمؤمنين، ليزيدهم⁣(⁣١) الله من فضله، أو ليرد عليهم ما قد محته الذنوب من الحسنات؛ لقول الله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}⁣[غافر: ١٨]، {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}⁣[البقرة: ٢٧٠]، {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}⁣[النساء: ١٢٣]، {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}⁣[يونس: ٢٧]، {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ نُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا}⁣[النساء: ١٤].

  فهذه الآيات تدل على عدم الشفاعة للعصاة من وجهين:

  الأول: أنها نصت على أن ليس للعاصي شفيع ولا نصير ولا عاصم، ولو كانت لهم شفاعة، لكان لهم نصير وعاصم.


(١) الزيادة، أو الرد، فائدة الشفاعة.