[الشفاعة]
  قلنا: فالدليل قد خصص الزيارة وهو ما قدمنا.
[الشفاعة]
  السؤال السادس: لمن الشفاعة؟ وما فائدتها؟ وهل يكفي في الإيمان حب علي لقول النبي ÷: «لا يحبك إلا مؤمن»؟
  والجواب: أن الشفاعة عندنا لا تكون إلا للمؤمنين، ليزيدهم(١) الله من فضله، أو ليرد عليهم ما قد محته الذنوب من الحسنات؛ لقول الله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر: ١٨]، {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}[البقرة: ٢٧٠]، {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}[النساء: ١٢٣]، {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[يونس: ٢٧]، {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ نُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا}[النساء: ١٤].
  فهذه الآيات تدل على عدم الشفاعة للعصاة من وجهين:
  الأول: أنها نصت على أن ليس للعاصي شفيع ولا نصير ولا عاصم، ولو كانت لهم شفاعة، لكان لهم نصير وعاصم.
(١) الزيادة، أو الرد، فائدة الشفاعة.