الباب التاسع والعشرون: في ذكر شيء مما ورد عند نزول خصاصة من فقر وحاجة ودين ونحوها، وفي الاستغناء عن الناس والاكتفاء بما رزق الله تعالى والشكر عليه
  والتهليل والتحميد والتمجيد فما طعامنا؟ قال: «والذي نفس محمد بيده ما اقتبس لآل محمد نار منذ ثلاثين يوماً، وقد أتينا بأعنز فإن شئت فخمسة أعنز، وإن شئت علمتك خمس كلمات علمنيهن جبريل #؟ قالت: بل علمني الخمس الكلمات التي علمكهن جبريل، قال: قولي: يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا رزاق المساكين، ويا أرحم الراحمين»، فانصرفت حتى دخلت على علي # فقال: ما وراءك؟ فقالت: ذهبت من عندك إلى الدنيا فأتيتك بالآخرة، قال: (خير أيامك خير أيامك).
  وفيه من حديث علي # قال: قال رسول الله ÷: «من ظهرت نعمة من نعم الله عليه فليكثر ذكر الله ø، والحمد لله، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه ينفي عنه الفقر»، وهذا بمعنى حديث (الصحيفة) المتقدم في الباب السابع والعشرين.
  قال: وفقد النبي ÷ رجلاً من الأنصار فقال له: «ما غيبك عنا؟» قال: الفقر يا رسول الله وطول السقم، فقال له رسول الله ÷: «ألا أعلمك كلمات إذا قلتها أذهب الله عنك الفقر والسقم؟» قال: بلى يا رسول الله، قال: «فإذا أصبحت وأمسيت فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، توكلت على الله الذي لا يموت، الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في