السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الباب التاسع والعشرون: في ذكر شيء مما ورد عند نزول خصاصة من فقر وحاجة ودين ونحوها، وفي الاستغناء عن الناس والاكتفاء بما رزق الله تعالى والشكر عليه

صفحة 148 - الجزء 1

  جواد النار فبينا هو كذلك دؤوباً دؤوباً إذ انبرت له الجادة من جواد الجنَّة فيتوجه إليها ويعمل عليها فلا يزال دؤوباً دؤوباً عليهاحتى يختم الله له بها».

  وفيه من حديث علي # قال: أوصاني رسول الله ÷ فقال: «عليك يا علي باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر»، فقلت: زدني يا رسول الله، قال: «إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يك خيراً فامض فيه وإن يك غياً فدعه»، ثم قال: «يا علي إن من اليقين أن لا ترضي أحداً بسخط الله، ولا تحمد أحداً على ما آتاك الله، ولاتذم أحداً على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص ولا يصرفه كراهة كاره، وإن الله بحكمته وفضله جعل الرَّوْح والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط»، وهذا الحديث وإن كان خارجاً عما نحن فيه لعدم وجدان ذكر فيه لكن استحسناه لما فيه من الحث على تشدد المؤمن بما يستنزل به الرزق الذي نحن فيه بالعمل لما فيه من الصفات.

  ولنذكر له شاهداً: قال في (صحيفة علي بن موسى الرضا #) بسنده مرفوعاً قال: قال رسول الله ÷: «يقول الله ø: ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السموات والأرض من دونه، فإن سألني لم أعطه، وإن دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضَمَّنت السماوات