الباب التاسع والعشرون: في ذكر شيء مما ورد عند نزول خصاصة من فقر وحاجة ودين ونحوها، وفي الاستغناء عن الناس والاكتفاء بما رزق الله تعالى والشكر عليه
  والأرض برزقه، فإن سألني أعطيته، وإن دعاني أجبته، وإن استغفرني غفرت له»، فحدانا شدة شغف ابن آدم بالتمسك بأسباب الرزق واستنزاله وهذا من أعظمها على نقل هذين الحديثين هنا وإخراجه.
  وفيه من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب».
  وفي شمس الأخبار من حديث عبدالله بن عمرو: «اللهم لا تجعل لكافر ولا لفاجر عليَّ منَّة ترزقه من قلبي مودَّة».
  وفيه من حديث أبي هريرة مرفوعاً: أنها لما جاءت فاطمة رسول الله ÷ تسأله أن يُخدِمها(١) وفي يدها أثر الرحى فقال لها: «ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك؟ أن تقولي: اللهم ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم ربّنا وربّ كل شيءٍ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل شيءٍ أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٍ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيءٍ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٍ، اقض عني الدين،
(١) أي يجعل لها من يخدمها.