السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الباب الثاني والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد لأمور عامة من خوف أو شدة أو دخول على سلطان أو ذهاب ضالة [أو غيبة غائب مطلقا] أو مرض أو حاجة مطلقا وما يتصل بذلك

صفحة 162 - الجزء 1

  أقتله، فبعثت إليه فجاء فدخلت فقلت: يا أمير المؤمنين، جعفر بن محمد في الباب، فأذن له فدخل، فلما دخل قال جعفر بن محمد #: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال أبو جعفر: لا سلم الله عليك يا عدو الله، تلحد في سلطاني وتبغي الغوائل في ملكي، قتلني الله إن لم أقتلك، فقال له جعفر بن محمد #: يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود أعطي فشكر، وإن أيوب أبتلي فصبر، وإن يوسف ظُلِم فغفر، وأنت الصالح، فأطرق طويلاً فمد يده فصافحه، فمد يده حتى أَحلَّه⁣(⁣١) على مفرشه ثم قال: يا غُلام عليَّ بالمتحفة - وهو مدهن كبير فيه غالية - فغلف لحيته بيده حتى خلتُها قاطرة ثم قال: لعلنا قد حبسناك؛ اذهب في حفظ الله وفي كلاءته، يا ربيع ألْحِقْ أبا عبدالله جائزته وكسوته، فخرج وتبعته فقلت: يا أبا عبدالله، قد رأيت من غضب أمير المؤمنين ما لم ير ورأيت من رضاه بعد ذلك ما قد رأيت، ورأيتك تحرك شفتيك حين دخلت بشيءٍ فما هو؟ فعلمنيه، قال: نعم، أما إن لك مودة، أما إنك⁣(⁣٢) رجل منا أهل البيت، قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بكنفك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك عليَّ، ولا أهلك وأنت رجائي، كم من نعمة


(١) هكذا في المخطوطات، وفي أمالي المرشد بالله #: حتى أجلسه على مفرشه.

(٢) في المخطوطات: أنت. والتصحيح من الأمالي.