الباب الثاني والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد لأمور عامة من خوف أو شدة أو دخول على سلطان أو ذهاب ضالة [أو غيبة غائب مطلقا] أو مرض أو حاجة مطلقا وما يتصل بذلك
  أقتله، فبعثت إليه فجاء فدخلت فقلت: يا أمير المؤمنين، جعفر بن محمد في الباب، فأذن له فدخل، فلما دخل قال جعفر بن محمد #: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال أبو جعفر: لا سلم الله عليك يا عدو الله، تلحد في سلطاني وتبغي الغوائل في ملكي، قتلني الله إن لم أقتلك، فقال له جعفر بن محمد #: يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود أعطي فشكر، وإن أيوب أبتلي فصبر، وإن يوسف ظُلِم فغفر، وأنت الصالح، فأطرق طويلاً فمد يده فصافحه، فمد يده حتى أَحلَّه(١) على مفرشه ثم قال: يا غُلام عليَّ بالمتحفة - وهو مدهن كبير فيه غالية - فغلف لحيته بيده حتى خلتُها قاطرة ثم قال: لعلنا قد حبسناك؛ اذهب في حفظ الله وفي كلاءته، يا ربيع ألْحِقْ أبا عبدالله جائزته وكسوته، فخرج وتبعته فقلت: يا أبا عبدالله، قد رأيت من غضب أمير المؤمنين ما لم ير ورأيت من رضاه بعد ذلك ما قد رأيت، ورأيتك تحرك شفتيك حين دخلت بشيءٍ فما هو؟ فعلمنيه، قال: نعم، أما إن لك مودة، أما إنك(٢) رجل منا أهل البيت، قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بكنفك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك عليَّ، ولا أهلك وأنت رجائي، كم من نعمة
(١) هكذا في المخطوطات، وفي أمالي المرشد بالله #: حتى أجلسه على مفرشه.
(٢) في المخطوطات: أنت. والتصحيح من الأمالي.