السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الباب الثاني والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد لأمور عامة من خوف أو شدة أو دخول على سلطان أو ذهاب ضالة [أو غيبة غائب مطلقا] أو مرض أو حاجة مطلقا وما يتصل بذلك

صفحة 176 - الجزء 1

  ولا يخفى ما في هذا الحديث من التقييد بالإخلاص، وتفسير الإخلاص بعدم العصيان من المحبطات وقد استلزم إخلاص القلب، وأما إخلاص القلب منفرداً فغير نافع، وقد ينازع فيه، وردَّه ظاهر من الحديث، وربما يستكثر الناظر هذا الجزاء أو يتكل على العمل وجوابه في الحديث السابق قريباً من أن «خير الله أطيب وأكثر»، وما في هذا أيضاً من أن المنتفع بها يسير من الناس بالنظر إلى التقييد مع تفسيره كما في حديث: «المخلصون على خطر عظيم»، فنسأل الله التوفيق، وينبغي التدبر لجميع المعاني النبوية، فكفى بصاحبها طبيباً ودليلاً على الخير، والله تعالى أعلم.

  وفيه من حديث ابن عباس مرفوعاً من دعاء رسول الله ÷ وتضرعه قال في حجة الوداع: «اللهم إنك قد ترى مكاني، وتسمع كلامي، وتعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليك شيء من أموري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق المضرور، المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائفين، دعاء من خضعت لك رقبته، وفاضت إليك عيناه، وذل خده، ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقياً، وكن بي رؤوفاً رحيماً، يا خير المسؤولين ويا خير المعطين».

  وفيه من حديث علي # قال: قال لي النبي ÷: «يا علي احفظ هؤلاء الكلمات فإنهن لا يقرّنّ في قلب منافق، ولا يقولهن