الباب السادس والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد في عيادة المريض وتلقين المحتضر
  أَحَدًا ٤٩}[الكهف]»، وإن كان لا ينبغي أن يكون حال المؤمن إلا واحداً في الرضا والكره، إلا أن المرض نذير ومؤذن بالنقلة فيتنبّه لذلك المعنى.
  وأما إذا كانت حالته بالعكس والعياذ بالله فهو عبد السوء، روى المرشد بالله # في أمالي الإمام المرشد بالله # بسنده إلى أبي عبدالله الحسني ابن علي النمري أنشد لنفسه:
  إذا مرضنا نوينا كل صالحة ... وإن شفينا فمنّا الزيغ والزللُ
  نرضي الإله إذا خفنا ونسخطه ... إذا أمنّا فما يزكو لنا عمل
  وفي أمالي الإمام المرشد بالله # من حديث الحارث بن مالك الأنصاري أنه مر برسول الله ÷ فقال: «كيف أصبحت يا حارث؟» قال: أصبحت مؤمناً حقاً، فقال: «انظر ما تقول، فإن لكل شيءٍ حقيقة فما حقيقة إيمانك؟» قال: قد عزلت نفسي عن الدنيا وأسهرت لذلك ليلي وأظمأت نهاري، فكأني أنظر إلى عرش بارز، أو كأني أنظر إلى أهل الجنَّة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها، فقال: «يا حارث قد عرفت فالزم، ثلاثاً»، والله المستعان.
  وينبغي الرضا ببلاء الله والصبر عليه، فإن في أمالي الإمام أبي طالب # من حديث أبي سعيد قال: وضعت يدي على رسول الله ÷ فوجدت الحمى عليه شديدة من فوق الثوب فقلت: