السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الباب السادس والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد في عيادة المريض وتلقين المحتضر

صفحة 212 - الجزء 1

  يا رسول الله إنها عليك لشديدة، قال: «إنا كذلك معاشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر»، فقلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: «الأنبياء»، قلت: ثم من؟ قال: «ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى حتى لا يجد إلا العباءة يحتزم عليها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالعافية».

  وفيه من حديث علي # في حديث طويل في هذا المعنى: ثم قال رسول الله ÷: «يؤتى بالمجاهد يوم القيامة فيجلس للحساب، ويؤتى بالمصلي ويؤتى بالمتصدق فيجلسون للحساب، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ويساقون إلى الجنَّة بغير حساب، حتى يتمنى أهل العافية أن أجسادهم قد قرضت بالمقاريض في الدنيا».

  وفي أمالي الإمام المرشد بالله # من حديث أنس قال: عاد رسول الله ÷ رجلاً من المسلمين فدخل عليه وهو كالفرخ المنتوف جهداً، فقال له ÷: «هل كنت تدعو بشيءٍ أو تسأل؟» قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت تعاقبني في الآخرة فعاقبني في الدنيا، فقال النبي ÷: «لا تستطيعه ولا تطيقه؛ فهلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».

  وفي أمالي الإمام أبي طالب # من حديث علي # قال: مرضت فعادني رسول الله ÷ قال: «قل: أسألك اللهم