الباب السادس والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد في عيادة المريض وتلقين المحتضر
  ونحن أهل البيت نعلم بعضنا بعضاً حتى نسائنا وصبياننا، فما يقولها أحد منا إلا عوفي إذا كان في أجله تأخير.
  وفيه من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله ÷: «من تمام عيادة المريض أن تضع يدك على يده أو على جبهته، ثم تسأله كيف أمسيت أو كيف أصبحت، والذي بعثني بالحق نيبئاً ما انطلق رجل مسلم عائداً لرجل مسلم لا يعنيه إلا ذلك إلا خاض في الرحمة حتى إذا دخل عليه فوضع يده - يعني على يده، أو قال: جبهته - ثم سأله كيف أصبحت أو كيف أمسيت إلا خاض الرحمة مقبلاً ومدبراً»، ثم وضع رسول الله ÷ يده على جبهته مقبلاً ومدبراً.
  وفي (حديقة الحكمة) للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # يرفعه قال: إن رسول الله ÷ بلغه أن عبدالله بن رواحة ¦ مكابد الموت، فزاره بمن معه فقال: «اللهم إن كان عبدك عبدالله قد انقطع من الدنيا رزقه وأجله وأثره فإلى رحمتك، وإن كان قد بقي في رزقه وأجله وأثره فعجل شفاه وعافيته» ثم قام من عنده، قال الراوي: فما استكمل رسول الله ÷ جلسته في المسجد حتى قيل: يا رسول الله هذا عبدالله قد أقبل ... إلخ القصة وهي في أمالي الإمام أحمد بن عيسى #، وفيه: لما وصل إلى رسول الله ÷ قال له ÷: «حدث يا عبدالله بما رأيت فقد رأيت عجباً»، قال: رأيت ملكاً من الملائكة بيده مقمعة من