السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

(فصل) في ذكر شيء مما رود لدفع عذاب القبر وما يتعلق بذلك

صفحة 233 - الجزء 1

  إنى أجلّ ثرى حللت به ... من أن أُرَى لسواه مكتئباً

  ما غاض دمعي عند نازلةٍ ... إلا جعلتك للبكا سبباً

  وإذا ذكرتك سامحتك به ... مني الجفون ففاض وانسكبا(⁣١)

  وروى المنصور بالله عبدالله بن حمزة - سلام الله عليه - في (الشافي) في معرض ذكره للمتوكل العباسي لما كَرَبَ قبر الحسين بن علي # فقال: روينا عن النبي ÷ بالإسناد الموثوق به أن النبي ÷ نظر إلى الحسين # يلعب بين يديه فبكى بكاءً شديداً فهابه أهله أن يسألوه فوثب الحسين # فقال: ما يبكيك يا أبه؟ فقال: «يا بني إني سررت بكم اليوم سروراً لم أسر قبله مثله فأتى جبريل فأخبرني أنكم قتلى ومصارعكم شتى»، قال: يا أبه من يزورنا على تباعد قبورنا؟ قال: «قوم من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي إذا جاء يوم القيامة أتيت حتى آخذ بأعضادهم وأخلصهم من أهوالها وشدائدها».

  وفي أمالي الإمام المرشد بالله # من حديث عائشة قالت: قام رسول الله ÷ من فراشه في بعض الليل فظننت أنه يُريد بعض نسائه فاتبعتُه فأتى المقابر فقام عليها فقال: «السلام عليكم


(١) في ديوان الإمام علي #:

وإذا ذكرتك ميتاً سفحت ... عيني الدموع ففاض وانسكبا

ولعله الصحيح وما في الكتاب تصحيف. والبيت الأول مؤخر في الديوان إلى آخر الأبيات.