(فصل) في ذكر شيء مما رود لدفع عذاب القبر وما يتعلق بذلك
  إنى أجلّ ثرى حللت به ... من أن أُرَى لسواه مكتئباً
  ما غاض دمعي عند نازلةٍ ... إلا جعلتك للبكا سبباً
  وإذا ذكرتك سامحتك به ... مني الجفون ففاض وانسكبا(١)
  وروى المنصور بالله عبدالله بن حمزة - سلام الله عليه - في (الشافي) في معرض ذكره للمتوكل العباسي لما كَرَبَ قبر الحسين بن علي # فقال: روينا عن النبي ÷ بالإسناد الموثوق به أن النبي ÷ نظر إلى الحسين # يلعب بين يديه فبكى بكاءً شديداً فهابه أهله أن يسألوه فوثب الحسين # فقال: ما يبكيك يا أبه؟ فقال: «يا بني إني سررت بكم اليوم سروراً لم أسر قبله مثله فأتى جبريل فأخبرني أنكم قتلى ومصارعكم شتى»، قال: يا أبه من يزورنا على تباعد قبورنا؟ قال: «قوم من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي إذا جاء يوم القيامة أتيت حتى آخذ بأعضادهم وأخلصهم من أهوالها وشدائدها».
  وفي أمالي الإمام المرشد بالله # من حديث عائشة قالت: قام رسول الله ÷ من فراشه في بعض الليل فظننت أنه يُريد بعض نسائه فاتبعتُه فأتى المقابر فقام عليها فقال: «السلام عليكم
(١) في ديوان الإمام علي #:
وإذا ذكرتك ميتاً سفحت ... عيني الدموع ففاض وانسكبا
ولعله الصحيح وما في الكتاب تصحيف. والبيت الأول مؤخر في الديوان إلى آخر الأبيات.