وكون الموت خير من الحياة:
  وأخرج النسائي من حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ÷: «ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم ولها نعيم الدنيا».
  وأخرج ابن جرير من حديث ابن جريج قال: قال رسول الله ÷ لعائشة: «إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا: نرجعك إلى الدنيا؟ فيقول: إلى دار الهُموم والأحزان قدّماني إلى الله تعالى».
  ومن حديث سلمان ما أخرجه ابن منده قال: قال رسول الله ÷: «إن أول ما يبشر به المؤمن عند الوفاة بروح وريحان وجنَّة نعيم، وإن أول ما يبشر به المؤمن في قبره أن يقال: أبشر برضا الله تعالى والجنَّة، قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيعك إلى قبرك، وصدق من شهد لك، واستجيب من يستغفر لك».
  ومن حديث ابن مسعود عنه أيضاً قال: «إذا أراد الله قبض روح المؤمن أوحى الله إلى ملك الموت: أن أقرئه مني السلام»، وهذا له حكم الرفع؛ إذ لا يعرف من غير طريق النبي ÷، وقد فسر به البراء بن عازب قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ}[الأحزاب: ٤٤]، رواه عنه الحاكم وابن أبي شيبة والبيهقي في (الشعب) ولم يذكروا رفعاً ولا وقفاً.
  وروى ابن أبي شيبة وابن منده عن الضحاك: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[يونس: ٦٤]، هو قبل الموت.