المقدمة الأولى: في صفة ما يكون عليه المتلبس بشيء من الدعاء من الآداب
  قلب ساهٍ لاهٍ»(١). روى في أمالي المرشد بالله # من حديث حنظلة: «إن الله تعالى أوحى إلى موسى بن عمران #: إن قومك زينوا مساجدهم، وأخربوا قلوبهم، وسمنوا كما تسمن الخنازير ليوم ذبحها، وإني نظرت إليهم فلا أستجيب لهم دعاءهم ولا أعطيهم مسائلهم».
  وكفى بجوامع الكلم التي أعطيها نبيئنا ÷، قال في أمالي الإمام أبي طالب # والمرشد بالله # من حديث أنس قال: قال لي رسول الله ÷: «صلي صلاة مودع ترى أنك لا تصلي بعدها أبداً، اضرب ببصرك موضع سجودك حتى لا تعرف من عن يمينك ولا من عن يسارك، واعلم أنك بين يدي من يراك ولا تراه»، فكفى بها كلمة لمن اعتمدها، والدعاء والصلاة أخوان كما قدمنا.
  ١٢ - وأن لا يكون مصاحباً لشَرَهٍ ولا بَطَرٍ واستهزاء، روى أبو طالب من حديث ابن مسعود مرفوعاً: «من أحسن صلاته حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة يستهين بها ربه ø».
(١) أورده الخطيب بلفظ: «واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب ساه غافل» , وفي سنن الترمذي مثله إلا أن آخره: «من قلب غافل لاه»، وفي غيرهما باختلاف يسير.